بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله، والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ اللهِ، أمّا بعدُ:
• قالَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- في سورةِ "المزَّمِّل":
{وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً(8)}
• قالَ الإمامُ الطّبريُّ -رحمَهُ اللهُ- في تفسيرِهِ(1) للآيةِ الكريمة:
- عنِ ابْنِ عبّاسٍ، قولَهُ: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا)، قالَ: أَخْلِصْ لهُ إِخْلاصًا.
- عنْ مجاهدٍ: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا)، قال: أَخْلِصْ إليهِ إِخْلاصًا.
- وعنْهُ؛ قالَ: أَخْلِصْ إليهِ المسألةَ والدُّعَاءَ.
- عنِ الحسنِ، في قولِهِ: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا)، قالَ: بَتِّل نفسَكَ واجْتهِدْ.
- عنْ قتادةَ، قولَهُ: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا)، يقول: أَخْلِصْ له العبادةَ والدَّعوَةَ.
- قالَ ابنُ زيدٍ، في قولِهِ: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا)، قالَ: أيْ: تفرّغْ لعبادتِهِ.." اهـــــ. [مع الاختصار]
• و(التّبتُّلُ) في اللّغة (2):
مِنْ مادَّةِ:
"(بَتَلَ): البَاءُ وَالتَّاءُ وَاللَّامُ؛ أَصْلٌ وَاحِدٌ؛ يَدُلُّ عَلَى إِبَانَةِ الشَّيْءِ مِنْ غَيْرِهِ.
وَ(التَّبَتُّلُ): إِخْلَاصُ النِّيَّةِ لِلَّهِ تَعَالَى، وَالِانْقِطَاعُ إِلَيْهِ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزَّمِّل: 8]
أَيِ انْقَطِعْ إِلَيْهِ انْقِطَاعًا" اهـــــ. [باختصار]
- - -
(1) تفسير الطّبريّ جامع البيان عن تأويل آي القرآن، الجزء: 26، ص: 436- 437
تحقيق: مكتب التّبيان على نسخة المخطوط التي اعتمدها الشّيخان أحمد شاكر، ومحمود شاكر وغيرها،
ط1، دار ابن الجوزيّ، القاهرة.
(2) مقاييس اللّغة، لأبي الحُسين أحمد بن فارس بن زكريّا، ص: 74، تحقيق: أنس الشّاميّ، ط عام 1429 هـــــ، دار الحديث، القاهرة.