الآية (23) من سورة سبأ



قالَ سُبحانَهُ وتَعالى:
{وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ: 23]

ماذا حَمَلَتْ فِي (جِهَازِهَا)!... "مختصر المزنيّ"



بسمِ اللهِ الرّحمن الرّحيم..
مَاذَا حَمَلَتْ فِي (جِهَازِهَا)!

• جَاءَ في "مختصرُ المؤمَّل في الرَّدِّ إلى الأمر الأوَّل"، لأبي شامةَ -رحمَهُ اللهُ-:
"كَانَ الْعلمَاءُ من قُدَماءِ أَصْحَابنَا يعتَنُونَ بـ"مُختَصَرِ الْمُزنِيّ"!
وبِسَبَبِهِ سَهُلَ تَصْحِيح مَذْهَبِ الشَّافِعِي عِلى طُلَّابه؛ فِي ذَلِك الزَّمَانِ
وسَمعَه عِنْدَ (الْمُزنِيِّ) خَلْقٌ عَظِيمٌ من الغُرَباءِ!
ورُحِلَ إِلَيْهِ بِسَبَبِهِ!
وامتَلأتْ بنُسَخِهِ الْبلدَانُ!
حَتَّى أَنَّه بَلغنِي أَن الْمَرْأَةَ [إِذَا] جُهِّزَتْ للدُّخُولِ عَلى زَوجهَا؛ حُمِلَ فِي جِهَازِهَا:
- مُصْحَفٌ!
- ونسخَةُ "مُخْتَصَرِ الْمُزنِيِّ"!" اهـ‍
(ص: 67)، ط (1403 هـ)،  مكتبة الصحوة الإسلامية - الكويت

• وفي "سير أعلام النبلاء":
"وامتلأَتِ البِلاَدُ بـ"مختصَرِهِ" فِي الفِقْهِ!
وَشرحَهُ عِدَّةٌ مِنَ الكِبَارِ؛ بِحَيْثُ يُقَالُ:
كَانَتِ البِكْرُ يَكُوْنُ فِي جهَازِهَا نُسْخَةٌ بـ"مُخْتَصرِ" المُزَنِيِّ!" اهـ‍
 (10/ 134)، ط (1427هـ)،  دار الحديث، القاهرة

و(مُختصر المزنيُّ)،  هو كتابٌ في الفقهِ الشّافعيِّ للإمامِ المُزنيِّ  -رحمهُ اللهُ-.
وكان -هذا الإمامُ- رأْسًا في الفقْهِ في زمانِهِ!
وهو تِلميذُ الإمامِ الشّافعيِّ -رحمهُ اللهُ-؛ كما جاءَ في ترجمتِهِ.
واللهُ تعالى أعلم.
- - -
الأحد3 جمادى الأول 1436هـ‍

"وَيَسَّرَ حِفْظَهُ وَفَهْمَهُ عَلَى مَنْ (رَحِمَهُ)! "..من تفسير ابن كثير في قولِهِ تعالى: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2)}



بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيمِ

قالَ تعالى في سورة "الرّحمَٰن":
{الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)}.

جاءَ في "تفسير ابن كثير":
"يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ فَضْلِهِ، وَرَحْمَتِهِ بِخَلْقِهِ؛ أَنَّهُ أَنْزَلَ عَلَى عِبَادِهِ (الْقُرْآنَ)!
وَيَسَّرَ حِفْظَهُ وَفَهْمَهُ عَلَى مَنْ (رَحِمَهُ)! فَقَالَ:
{الرَّحْمَٰنُ. عَلَّمَ الْقُرْآنَ. خَلَقَ الإنْسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}
قَالَ الْحَسَنُ: يَعْنِي: النُّطْقَ!
وَقَالَ الضَّحَّاكُ، وَقَتَادَةُ، وَغَيْرُهُمَا: يَعْنِي الْخَيْرَ وَالشَّرَّ!
وَقَوْلُ الحَسَن -هَٰهنا- أَحْسَنُ وَأَقْوَى؛ لِأَنَّ السِّيَاقَ فِي تَعْلِيمِهِ تَعَالَى (الْقُرْآنَ)، وَهُوَ (أَدَاءُ تِلَاوَتِهِ)؛ وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ:
- بِتَيْسِيرِ النُّطْقِ عَلَى الْخَلْقِ!
- وَتَسْهِيلِ خُرُوجِ الْحُرُوفِ مِنْ مَوَاضِعِهَا مِنَ الْحَلْقِ وَاللِّسَانِ وَالشَّفَتَيْنِ، عَلَى اخْتِلَافِ مَخَارِجِهَا وَأَنْوَاعِهَا!" اهـ‍

= فاللَّهمَّ يارحمَٰن! اكْتُبْنَا ممنْ علَّمتَهُمُ القرآنَ، وتقبّلْتَهُ منهُم!.. آمين.
- - -
الثّلاثاء28 ربيع الثّاني 1436هـ‍