لا بد من الجمع بين الخمار والجلباب... من فقه الإمام الألبانيّ رحمهُ الله

بسمِ الله الرّحمن الرّحيم

 

­

­

­

قالَ والدي -رحمةُ اللهِ عليهِ- في "سلسلة الهدىٰ والنّور" (شريط: 400، د 15 وثا 13):

"ومعْلُومٌ في اللُّغةِ العربيَّةِ أنَّ (الخِمَارَ) هوَ: غِطاءُ الرّأْسِ؛ كمَا أشارَ إلىٰ ذَٰلكَ عليهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ، بقولِهِ:

((لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةَ حَائِضٍ؛ إِلَّا بِخِمَارٍ))(1)،

فـ(الخِمَارُ) هوَ غِطاءُ الرَّأْسِ،

فإذَا كانَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- يأمُرُ النِّساءَ بوضْعِ الخِمَارِ علىٰ رؤُوسِهِنَّ، وينْهاهُنَّ أنْ يضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتٍهِنَّ، وأمرَ قبْلَ ذَٰلِكَ بـ(الجِلْبابِ)؛ فمعْنَىٰ هَٰذَا أنَّ الجِلْبابَ يُوضَعُ على الخِمارِ الـمَوضُوعِ على الرّأْسِ؛

فلَا يكْفِي -إذًا- خِمارٌ علىٰ قميصٍ، علىٰ دِرْعٍ؛ لَا؛

الخِمارُ يوضَعُ على: الرّأْسِ،

وفوقَ الرّأْسِ: الجلبابُ.

أمرَانِ مذكورانِ صراحةً في القُرآنِ(2)

فلَا بُدَّ مِنَ الجَمْعِ بينَهُما؛ وذَٰلِكَ مِنْ بابِ سدِّ الذَّريعةِ؛

لِأَنَّ (الجِلْبابَ) قدْ ينفتِحُ؛ فيكونُ الخَطُّ الِاحْتِياطِيُّ؛ وهوَ: الخِمارُ" اهـ‍.

([1]) رواهُ أبو داودَ وصحَّحهُ والدي رحمهُمَا اللهُ، يُنظَر "صحيح سنن أبي داود" (1/ 190، 2- كتابُ الصَّلَاة، 85- بابُ المرأةِ تُصلِّي بِغَيرِ خِمَار، 641).

(2)  في آيتي النّورِ والأحزاب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 كتبَتْهُ: حسَّانةُ بنتُ محمَّدٍ ناصرِ الدّينِ بْنِ نوحٍ الألبانيّ.

وهذا المقطع كنتُ أوردْتُهُ في كتاب (الأفضليّة لستر المرأة وجهها وكفيها لا لكشفهما) ص:  (58).