لأهل القرآن: هل يجوز للمرأة أن تُسمع تلاوتها للشيخ المقرئ كي يصحّح لها؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فهذه فتوى لوالدي رحمه الله تعالى؛ تهمّ أخواتنا المتعلمات الدّارسات لتلاوة القرآن الكريم، وكل من يَرِد على ذهنه ذلك التساؤل؛ ومن ثم أتْبعها بكُليمات تتعلق بالنقطة نفسها؛ سائلة الله لنا جميعًا النفع، ولوالدي الأجر والثواب العظيم.

قال ـ رحمه الله تعالى ـ:
""لأن: صوت المرأة لا أقول: إنه عورة ـ كما يقول الكثيرون ـ لأن أمهات المؤمنين وأزواج الصحابة الأوّلين؛ كانوا يتكلمون مع الرجال، ويتفاهمون مع الرجال، وكثيرًا ما كانت تأتي المرأة إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وتسأله أمام الرجال فيجيبها عليه الصلاة والسلام عن سؤالها؛ لكن:
ليس من أدب المرأة أن ترفع صوتها بقراءة القرآن!
كثيرًا ما نُسأَل:
هل يجوز للمرأة حينما تتعلم القراءة من شيخ مقري؛ أن تعيدَ عليه القراءة لكي هو يصحّح لها؟
الجواب:
لا!... مع أنّها تتعلم؛ فتعلمها محصور بـ: السماع فقط؛ كما تعلمت نساء الصحابة كلهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسماع لتلاوته في الصلاة، أو: خارج الصلاة".
انتهى كلام والدي ـ رحمه الله تعالى وجزاه عن المسلمين خيرًا ـ (1)

أما ما أردت إيراده ـ هنا ـ فهو الآتي:
من المعلوم لكلّ دارس للقرآن الكريم، أن التغني أمر مطلوب في تلاوته؛ بنص حديثه عليه الصلاة والسلام: ((ليسَ منَّا مَنْ لمْ يتغَنَّ بالقرآنِ)) (2)؛ وعليه:
كيف يمكن للقارئة أن تأتي بالتغني على سمع من الشيخ المعلم؟!
فإن قالت قائلة (3):
"أنا أفْصل بين تلاوتي والتغني؛ فأقرأ القرآن ـ عند الشيخ ـ من غير تغنٍّ"؛ فأقول:
هذا من الصعوبة بمكان؛ إذ إن تلاوتكِ ـ حينئذٍ ـ ستبعد عن الواقعية، ولكن وعلى فرض حصول ذلك؛ فإن أحكام التجويد وتتابعها في تلاوتكِ (بين غنة ومد وتفخيم وترقيق) كافية لتعطي التلاوة شيئًا من التغني؛ لأن أحكام التجويد تُعتبر من: محسّنات القراءة.
والله تعالى أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهامش:
(1): لسماع الفتوى من موقع: الإمام محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ عبر هذا الرابط:
http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=5909
ابتداء من: د: 1 و: 11 ثا، إلى د: 2 و:18 ثا؛ تقريبًا، تحت عنوان: هل المرأة ترفع صوتها بالتأمين؟
وهل تستر قدميها؟ وهل تؤذن وتقيم؟ وهل إذا خرجت من بيتها محجبة يجوز لها أن تضع المكياج؟
(2): صحيح البخاري، رقم الحديث: 7527.
(3): وهذا ما سمعناه من بعض الأخوات.

لا تعارض بين (إطلاق المفرد)، و(إرادة الجمع) في القرآن الكريم

لأهل القرآن...

بسم الله الرحمن الرحيم...
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فهذه معلومة مهمة؛ وشواهد جليّة، تبين أنه:
لا تعارض بين: (إطلاق المفرد)، وإرادة (الجمع)؛ في القرآن الكريم.
استفدتها من كتاب: "دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب"؛ للعلامة الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ.

قال ـ رحمه الله ـ:
قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} الآية.
أفرد هنا ـ تعالى ـ لفظ: {السَّمَاءِ}، ورد عليه الضمير بصيغة الجمع؛ في قوله: {فَسَوَّاهُنَّ}.
وللجمع بين: (ضمير الجمع) و: (مفسره المفرد)؛ وجهان:

الأول:أن المراد بالسماء: جنسها الصادق بسبع سموات، وعليه فـ: (أل): جنسية.
الثاني:
أنه لا خلاف بين أهل اللسان العربي في وقوع (إطلاق المفرد)، و: (إرادة الجمع)؛ مع تعريف المفرد وتنكيره وإضافته, وهو كثير في القرآن العظيم، وفي كلام العرب.

== فمن أمثلته في القرآن ـ واللفظ معرَّف ـ==:
(1):قوله تعالى: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ} أي: بالكتب كلها؛
بدليل قوله تعالى: {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِه},
وقوله: {وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ}
(2):
وقوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}؛ يعني: الأدبار, كما هو ظاهر.
(3):
وقوله تعالى: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ} يعني: (الغرفات)؛
بدليل قوله تعالى: {لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ}
وقوله تعالى: {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}.
(4):
وقوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً}؛ أي: (الملائكة)؛
بدليل قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ}. 

(5):وقوله تعالى: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا} الآية, يعني: (الأطفال الذين لم يظهروا),
وقوله تعالى: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} الآية يعني: (الأعداء).


== ومن أمثلته؛ واللفظ (منكّر) ==:
قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} يعني: (وأنهار)؛
بدليل قوله تعالى: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} الآية,
وقوله تعالى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} يعني: (أئمة),
وقوله تعالى: {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ} يعني: (سامرين),
وقوله: {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً} يعني: (أطفالاً),
وقوله: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} أي: (بينهم),
وقوله تعالى: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} أي: (رفقاء),
وقوله: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا}, أي: (جُنبين، أو: أجنابًا)،
وقوله: {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} أي: (مظاهرون)؛ لدلالة السياق فيها كلها على: الجمع.
واستدل سيبويه لهذا بقوله: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً}أي: (أنفسًا).


== ومن أمثلته واللفظ (مضاف) ==:
 قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيفِي} الآية, يعني: (أضيافي),
وقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ}.. الآية؛ أي: (أوامره). ا.هـ

ـأكتفي بتلك الدرر التي نقلتها بتصرف يسير جدًّا.
والموضوع له تتمة؛ فمن أراد الاطلاع علبه فليرجع إلى الكتاب نفسه،
[الطبعة الأولى 1426هـ دار: عالم الفوائد/ من ص: 19ـ إلى ص: 22].

طواف الوداع...


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فإن النفس تهفو إلى مشاركة الحجاج حتى آخر لحظات حجهم؛ إن لم يكن بالفعل فعلى الأقل بالمقال؛ فهذه سطور مما صححه والدي ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ـ، وأفاد به في كتابيه: "صحيح الترغيب والترهيب، و: "مناسك الحج والعمرة"، مما يتعلق بـ: طواف الوداع.
وقد عنونتها لمزيد من التركيز؛ سائلة المولى عز وجل أن ينفع بها، وأن يتقبل من الحجيج حجهم.

== مشروعية طواف الوداع ==:
"فإذا انتهى من قضاء حوائجه، وعزم على الرحيل؛ فعليه أن يودع البيت بالطواف؛ لحديث ابن عباس؛ قال:
"كان الناس ينصرفون في كل وجه؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
((لا ينفر أحدٌ حتى يكون آخرَ عهده: الطواف بالبيت)).
[الإرواء: 1129]

== فضله ==:
قال صلى الله عليه وسلم:
((...وأما طوافك بالبيت بعد ذلك؛ فإنك تطوف ولا ذنب لك! يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول: اعمل فيما تَستَقبلُ؛ فقد غفر لك ما مضى))!
[صحيح الترغيب والترهيب: 1112].
وقال عليه الصلاة والسلام:
((...وأما طوافك بالبيت إذا ودَّعت؛ فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك))!
[صحيح الترغيب والترهيب: 1114].

== فيما يخص المرأة ==:
وقد كانت المرأة الحائض أُمرت أن تنتظر حتى تطهر لتطوف الوداع؛ ثم رخص لها أن تنفر ولا تنتظر لحديث ابن عباس ـ أيضًا ـ:
(أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للحائض أن تصدر قبل أن تطوف؛ إذا كانت قد طافت طواف الإفاضة).
[الإرواء: 1086]

== ما يُسن للمودِّع ==:
وله أن يحمل معه ماء زمزم؛ ما تيسر له تبركًا به؛ فقد:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمله معه في الأداوي والقرب، وكان يصب على المرضى ويسقيهم)
[الصحيحة: 883]
بل إنه:
(كان يرسل وهو بالمدينة قبل أن تفتح مكة إلى سهيل بن عمرو: أن أهد لنا من ماء زمزم ولا تترك؛ فيبعث إليه بمزادتين).

==كيفية خروج المودِّع من المسجد الحرام==:
فإذا انتهى من الطواف؛ خرج كما يخرج الناس من المساجد:
ـ فلا يمشي القهقرى.
ـ ويخرج مقدِّمًا رجله اليسرى.
ـ قائلا: اللهم صل على محمد وسلم، اللهم إني أسألك من فضلك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حج عام:1429هـ.

لأهل القرآن... كتب مفيدة

بسم الله الرحمن الرحيم:
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فهذه كتب ألفيتها نافعة لأهل القرآن...
أنصح بها نفسي، وكل من يسعى إلى تدبر القرآن الكريم، ويحرص...
فلنضفها إلى مكتبتنا...
ولنتدارسها، وننهل منها...
فإنها ثرية بمعلومات مهمة؛ قد لا نجدها في كتاب آخر...
كتبٌ؛ تأخذ بيد قارئ القرآن الكريم؛ إلى فهم معانيه على الوجه الصحيح...
وتوقظ قلبه؛ حتى يعقل عظم كلام ربنا تبارك وتعالى!
وهي:
1ـ نكت القرآن الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام.
المؤلف: الإمام الحافظ: محمد بن علي الكرجي القصاب. ـ رحمه الله تعالى ـ.
وهو في أربعة مجلدات؛ بتحقيق بعض المشايخ؛ جزاهم الله خيرًا.

2ـ القواعد الحسان في تفسير القرآن.المؤلف: العلامة الشيخ: عبد الرحمن السعدي ـ رحمة الله عليه ـ.
وهو جزء واحد.

3ـ دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب.
ويليه مبحث: (منع جواز المجاز في المنزَّل للتعبد والإعجاز).
المؤلف: العلامة الشيخ: محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشّنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ.
وهو في جزء واحد.
~ ~ ~
أسأل الله أن ينفع بها، ويجزي مؤلفيها خير الجزاء.