من فضائلِ الصّلَاةِ والمشْيِ إلى الصّلَاة




بسم الله الرحمن الرحيم

من أحاديثِ "صحيح أبي داود"* -رحمَهُ اللهُ-، كتاب الصّلاة، بابُ ما جاءَ في فضلِ الـمَشْيِ إلى الصَّلَاة، رقم (558)، وحسَّنَهُ والدي -رحمَةُ اللهِ عليه-:
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
((مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ؛ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الـحَاجِّ الـمُحْرِمِ،
وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى، لَا يَنْصِبُهُ إِلَّا إِيَّاهُ؛ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الـمُعْتَمِرِ،
وَصَلَاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلَاةٍ، لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا؛ كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ))!
* (1/ 166)،  ط 1، (1419هـ‍)، مكتبة المعارف، الرّياض.

تاءَاتُ البزِّيّ ..




بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

جاءَ في "الوافي في شرح الشاطبية"، (ص: 185) عنْ حُكْمٍ (للـبزِّيِ) الرّاوي عنِ (ابْنِ كثيرٍ) -رحمَهما اللهُ-:
"قرأ (البزِّيُّ) بتشديدِ (التَّاءِ) وصلًا في الفعلِ المضارعِ، في أحدَ وثلَاثينَ موضعًا باتِّفاقٍ، وموضعينِ باخْتِلَاف" اهـ‍

• وهذهِ المواضعُ في متنِ "الشَّاطبية"، في الأبياتِ التّالية:
526- وَفي الْوَصْلِ لِلْبَزِّيِّ شَدِّدْ (تَيَمَّمُوا)    ...     وَتَاءَ (تَوَفَّى) فِي النِّسَا عَنْهُ مُجْمِلاَ
527 - وَفي آلِ عِمْرَانٍ لَهُ (لاَ تَفَرَّقُوا)       ...      وَالأَنْعَامُ فِيهاَ (فَتَفَرَّقَ) مُثِّلاَ
528 - وَعِنْدَ الْعُقُودِ التَّاءُ في (لاَ تَعَاَوَنُوا)   ...      وَيَرْوِى ثَلاَثاَ فِي (تَلَقَّفُ) مُثَّلاَ
529 - (تَنَزَّلُ) عَنْهُ أَرْبَعٌ وَ(تَنَاصَرُونَ) نَارًا (تَلَظَّى) (إِذْ تَلَقَّوْنَ) ثقِّلاَ
530 - (تَكَلَّمُ) مَعْ حَرْفَيْ (تَوَلَّوْا) بِهُودِهَا    ...     وَفي (نُورِهَا وَالإمْتِحاَنِ) وَبَعْدَلاَ
531 - في (الأَنْفَالِ) أَيْضًا ثُمَّ فِيهَا (تَنَازَعُوا) ... (تَبَرَّجْنَ) في الأَحْزَابِ مَعْ أَنْ (تَبَدَّلاَ)
532 - وَفي (التَّوْبَةِ) الْغَرَّاءِ (هَلْ تَرَبَّصُونَ) عَنْهُ وَجَمْعُ السَّاكِنَيْنِ هُنَا انْجَلَى
533 - (تَمَيَّزَ) يَرْوِي ثُمَّ حَرْفَ (تَخَيَّرُونَ) عَنْهُ (تَلَهَّى) قَبْلَهُ الْهَاءَ وَصَّلاَ
534 - وَفي الْحُجُراتِ التَّاءُ فِي (لِتَعَارَفُوا)  ...      وَبَعْدَ وَلاَ حَرْفَانِ مِنْ قَبْلِهِ جَلاَ
535 - وَكُنْتُمْ (تَمَنَّوْنَ) الَّذِي مَعْ (تَفَكَّهُونَ) عَنْهُ عَلَى وَجْهَيْنِ فَافْهَمْ مُحَصِّلاَ.

وجاءَ في "الوافي"، (ص: 186)، عنِ البيتِ الأخير، رقم (535):
"وأمَّا الموضعانِ المختلفُ عنهُ فيهِما؛ فهُما:
1- {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ} بـ "آل عمران"
2- {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} في "الواقعة".
ولكنَّ الذي حققَّهُ أهلُ العلمِ أنَّ تشديدَ التَّاء في هذينِ الموضعينِ عن (البزِّيِّ) ليسَ من طريقِ (الحرز) ولا (التَّيسير)؛ فينبغي الاقتصارُ لهُ فيهما على (التَّخفيفِ) كالجماعة.
وقرأَ غيرُ البزيِّ بـ(التَّخفيفِ) في جميعِ ما تقدَّم.
و(التَّخفيفُ) حذفُ إحدى التَّاءَين؛ فتصيرُ تاءً واحدةً خفيفةً.
ولَا خلافَ بينَ القُرَّاءِ أنَّ الابتداءَ لَا يكونُ إلَّا بالتَّخفيفِ، لَا فرقَ -في ذلكَ- بين البزِّيِّ وغيرِهِ؛ أيْ: بتاءٍ واحدةٍ" اهـ‍
من ط 11، (1437هـ‍)، دار السّلام للطّباعة والنّشر، مصر.

"وأقِلَّا ممازحةَ الإخوانِ"... لِأبي الوليدِ البَاجي



بسم الله الرحمن الرحيم

من نصائحِ أبي الوليدِ الباجي؛ لوَلَدَيهِ -رحمهُمُ اللهُ جميعًا-:
"وأقِلَّا ممازحةَ الإخوانِ، ومُلَابَسَتَهُمْ
والمتابعةَ فِي الِاسْترسالِ مَعَهم
فَإِنَّ الْأَعْدَاءَ أَكثرُ مِمَّن هَذِهِ صفتُه
وَقلَّ من يُعاديكَ مِمَّن لَا يعرفُكَ وَلَا تعرِفُه
فَهَذَا الَّذِي يجبُ أَنْ تمتَثِلَاهُ وتلْتَزِماهُ
وَلَا تتركاهُ لِعَرَضٍ، وَلَا لوجْهِ طمَعٍ
فَرُبَّما عرَضَ وَجْهُ أَمرٍ يروقُ؛ فيُستَزَلُّ عَن الْحَقَائِق بِغَيْر تَحْقِيقٍ
وَآخرُهُ يُظْهِرُ من سُوءِ الْعَاقِبَة مَا يُوجبُ النَّدَمَ حَيْثُ لَا ينْفع
ويُتَمنَّى لَهُ التَّلَافي؛ فَلَا يُمكِن" اهـ‍
"النّصيحة الولديّة"، (ص: 48)، ت: إبراهيم باجس عبد المجيد، (1421هـ‍)، ط 1 لدار ابن حزم، بيروت.

(وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ).. من أدعيةِ اسْتِفْتاح الصَّلَاة




بسم الله الرحمن الرحيم

• في "صحيح مسلم"، كتابُ صَلَاة المُسافرين وقَصْرِها، بَابُ الدُّعَاءِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ وَقِيَامِهِ، (771):
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ:
((وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ،
إِنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ،
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ، وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ،
اللَّهُمَّ! أَنْتَ الْمَلِكُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ،
أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ،
ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا،
إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ،
وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ؛ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ،
وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا؛ لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ،
لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ،
وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ،
أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ،
تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ،
أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ)).

• قالَ الوالدُ -رحمهُ اللهُ تعالى- في "صفة الصّلاة"، (ص: 81):
"وكان يقولُهُ في الفَرضِ والنَّفل" .. "فمنْ خصَّ الحديث بالنّفلِ؛ فقد وَهِمَ" اهـ‍.
ويُنظرُ توضيحُهُ لهذِهِ المسألةِ في "أصل صفة الصّلاة"، (1/ 243 وما بعدها)، ط1 (1427هـ‍)، مكتبة المعارف، الرّياض.