بسم الله الرّحمن الرّحيم

من الأدلّة النّقليّة العمليّة على علوّ الله جلّ جلاله:

رفعه عليه الصّلاة والسّلام سبّابته إلى السّماء!

 

• فقد جاء في سياق حديث الحجّ –الطّويل- في "صحيح مسلم"(1)، قوله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم:

((وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ: كِتَابُ اللهِ!

وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي؛ فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟

قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ!

فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ؛ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ! وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ:

اللَّهُمَّ اشْهَدْ! اللَّهُمَّ اشْهَدْ! ثَلاثَ مَرَّاتٍ))...الحديث

 

• وإلى ذلك أشار الإمام ابن القيّم -رحمه الله تعالى-؛ في نونيّته البليغة: "الكافية الشّافية" (2)؛ عبر هذه الأبيات التي تدركُها الأفهامُ قبل الأسماع!

هَذَا وحَادِي عَشْرَهُنَّ: إِشَـارةٌ.......نحوَ العُـلُوِّ بِإِصْبـعٍ وبَنَـانِ!

للهِ جَـلَّ جَـلالُـهُ لا غَيْـرَهُ......إذْ ذَاكَ إِشْـرَاكٌ مـنَ الإنسانِ!

وَلَقَدْ أشَارَ رَسُولَهُ في مَجْـمَعِ.......الحَجِّ العَـظِيمِ بِمَوْقِفِ الغُفْرَانِ!

نَحْوَ السَّمَاءِ بأُصْبُعٍ قَدْ كُرِّمْتْ!......مُسْتَشْهِدًا لِلْـوَاحِدِ الرَّحْـمنِ!

يا رَبِّ فَاشْـهَدْ أنَّنِي بَلَّـغْتُهُمْ!.....وَيُشِيرُ نَـحْوهُمُ لِقَصْدِ بَيَـانِ!

فَـغَدَا البَنَـانُ مُرَفَّعًا وَمُصَوَّبًا!.......صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ ذُو الْغُـفْرَانِ!

أَدَّيْتَ ثُمَّ نَصَـحْتَ إِذْ بَلَّـغْتَنَا......حَقَّ البَلاغَ الوَاجِبِ الشُّكْرَانِ!

 

فالحمد لله ربّ العالمين.

الجمعة/23/ ذو القعدة/ 1432هـ.

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) [كتاب الحجّ/ باب حجّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم/ رقم الحديث: 1218]

(2) فصل في: الإشارة إلى الطّرق النّقليّة الدّالة على أنّ الله تعالى فوق سمواته على عرشه.

وقد ساق فيه ابن القيّم –رحمه الله- عشرين دليلاً وواحد؛ على العلّو؛ فاقتطفتُ الدّليل الحادي عشر، وأبياته من: 1241 إلى 1247.