وأَمَّا تَضْيِيعُ الأَيَّامِ فَنَوعَانِ... للإمامِ ابْنِ القيّم

 

بسمِ الله الرّحمن الرّحيم

• قالَ الإمامُ شمسُ الدِّين ابْنُ القيِّمِ -رحمَهُ اللهُ-:

"وأَمَّا تَضْيِيعُ الأَيَّامِ فَنَوعَانِ -أَيضًا-:

- تَضْيِيعُهَا بِخُلُوِّهَا عَنِ الطَّاعَات!

- وتَضْيِيعُهَا بِخُلُوِّهَا عَنْ مَوَاجِيدِ الْإِيمَانِ، وَذَوْقِ حَلَاوَتِهِ، وَالأُنْسِ بِاللَّهِ، وَحُسْنِ الصُّحْبَةِ مَعَهُ!" اهــــ.

"مدارج السّالكين بين منازل إيّاك نعبد وإيّاك نستعين"، (2/ 130)، تحقيق عبد العزيز بن ناصر الجليل، ط 2، 1429هـ‍، دار طيبة، الرّياض .

ردُّ والدتي على مَنْ أرسلَ لها تهنئةً بعيدِ الأمّ...

ردُّ والدتي على مَنْ أرسلَ لها تهنئةً بعيدِ الأمّ...

 

بسم الله الرّحمن الرّحيم

• الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلَامُ على رسولِ اللهِ؛ أمَّا بعدُ: 

فهذهِ سطورٌ كتبَتْها (أمِّيَ) الرّؤومُ -رحمةُ اللهِ عليها- تردُّ فيها على من أرسلَ لها رسالةَ تهنئةٍ بعيدِ الأمِّ! أنقلُها هنا ابتغاءَ الأجرِ لها، والنّفعِ والعظةِ لمنْ يقرؤُها.

ووالدتي كانتْ تتقنُ التّحدُّثَ باللُّغة اليوغسلافيّة تبعًا لأصلِها، ومعَ ذلكَ وفَّقَها اللهُ لِتُعبِّرَ باللُّغةِ العربيّة عنِ الفطرةِ واتّباعِ الكتابِ والسُّنَّةِ!

 

• كتَبَتْ والدتي -رحمَها اللهُ تعالى- عن عيدِ الأمِّ:

"ليسَ بِعِيدٍ؛ بلْ بدعةٌ مِنْ أعداءِ المسلمينَ، وهذا لا يجوزُ.

واللهُ جعلَ للمسلمينَ أعيادًا فاضلةً نزيهةً ودرسًا لمعرفة المسلمينَ على الشريعة الإسلامية، وهو:

- (يوم الجمعة): عيد المسلمين، تجتمعُ المسلمين على خطبة الجمعة والصلاة والخطبة في يوم الجمعة، إلى يوم الجمعة تبقى في نفس المسلم ما عليه من واجباتٍ للدنيا والآخرة.

- و(عيد الفطر): لها خطبة وصلاة، والخطبة تدعو المسلم إلى أن يحفظ صيامهُ للأجر والثواب في الدنيا والآخرة.

- و(عيد الأضحى) لها صلاة وخطبة وتوعية للمسلم ممن يستطيع أن يضحي، ولا ينسى أن يطعم الجار والأقارب والفقراء والأيتام والمساكين لينال المسلمُ أجره في الآخرة والنجاة من النار، عافانا الله منها وأن يدخلنا الجنة برحمته الواسعة.

لا عندنا أعيادٌ غير هذا، وعلى كل مسلمٍ عليهِ أنْ ينصحَ كلَّ مَنْ يتعلَّقُ ويعملُ ويتمسَّكُ ويصدِّقُ البدَعَ! أنْ يُحرِّمَ هذا على نفسِهِ وأسرتِهِ.

قالَ من أرسلوا الرّسالةَ: صحَّ كلامُكِ؛ ولكن من بابِ دخولِ السعادةِ والفرحِ  للأمهات.

قلتُ: الأمُّ سعيدةٌ بما أكرمها الله من مكانة سامية جليلة معزَّزة مكرَّمة!

وعلينا أن لا ننسى الآخرة!

والآية الكريمة تقول: {فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ} هذه الكلمة كلمةُ الله جلَّ وعلا! نتركها طول السنة ونذكرها ببدعة الكفار ونقول اليوم عيد الأم؟!

هذه إهانة! وكأننا نسخر بتركها عامًا بلا مبالاة ونعطيها يومًا مُحرَّمًا! لتزدادَ حزنًا وألمًا.

واللهِ! لا نعملُ إلا بما يرضي اللهَ سبحانه وتعالى، ونخاف من الله من أن يحصل لأمهاتنا العزيزاتِ الفاضلات أن ننسى أفضالهم ونذكرهم يومًا واحدًا في العام لنزيدهم حزنًا وقهرًا.

عافانا اللهُ من البدع ومن كلِّ عيدٍ ليس له بالإسلام صلةٌ.

وعلينا أن لا ننسى أفضال الوالدين، قال الله تعالى:

{ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ}

{رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}.

يا للعجبِ! هل يليقُ لعباد الله أن ينسوا كلام الله ويعملوا بما يأمرهم جاهل؟! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم!". 

انتهى ما كتبتهُ أُمِّي... 

أسألُ اللهَ باسمهِ الأعظمِ أن يجزيها خير الجزاءِ، ويجمعَها بأحبابِها في الفردوسِ الأعلى.

نقلتْهُ مِنْ أوراقِها إلى المدوَّنة: ابنتُها: حسَّانةُ بنتُ محمَّدٍ ناصرِ الدّينِ بنِ نوحٍ الألبانيّ.

الخميس 5 شعبان 1442 هــــ. 

{ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ}

{رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}.