القَواعِدُ الحِسَانُ لتَفْسِيرِ القُرْآنِ
(للعلاّمةِ السّعديِّ رحمهُ اللهُ)
بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمّدٍ وعلى آلِهِ أجمعينَ؛ أمّا بعدُ:
قالَ ربُّنَا تباركَ وتعالَى:

{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [سورة: ص: 29]

 فتدبُّرُ كلامِ اللهِ عزَّ وجلَّ غايةٌ نفيسةٌ تستلزمُ من العبدِ أن يأخذَ بالأسبابِ التّي توصلُه إلى بلوغِها!
ألاَ وإنَّ من تلكَ الأسبابِ: القراءةَ في (مصنّفاتِ الرّاسخينَ من أهلِ العلمِ) الّتي حُبِّرَتْ لتحقيقِ ذاكَ المطلبِ...
ومن تلكمُ المصنّفاتِ؛ كتابٌ نفعَنِي اللهُ بِهِ كثيرًا، حيثُ يوقفُ قارئَهُ على قواعدَ مؤصَّلةٍ؛ تُسفِرُ عن معاني الآياتِ الكريمةِ؛ وهو: "القَواعِدُ الحِسَانُ لتَفْسِيرِ القُرْآنِ"؛ للعلاّمةِ: عبدِ الرّحمنِ السّعديِّ -(1307-1376هـ)  رحمهُ اللهُ تعالى-.
هذا الكتابُ صغيرُ الحجمِ، كبيرُ النّفعِ، طُوِيَ على (سبعينَ قاعدةً وواحدةٍ)، ولا أبالغُ إن قلتُ: إنَّهُ ينبغي لكلِّ (تالٍ) لكتابِ اللهِ أن ينكبَّ على دراستِهِ!
فهوَ اسمٌ على مسمًّى!
فتلكَ القواعدُ (حِسَانٌ) في:
إعانتِهَا على تدبّرِ كتابِ اللهِ..
وعمقِ مقاصدِهَا..
وسهولةِ عبارتِها..
وتسلسلِ تنظيمِهَا..
ممّا يجعلُ دارِسَهَا لا يصلُ إلى قاعدةٍ، إلاَّ وتشوّقَ إلى القاعدةِ الّتي تليهَا؛ نظرًا لما يقفُ عليهِ من فوائدَ جمّةٍ؛ تُجدِّدُ فهمَهُ لآياتِ القرآنِ الكريمِ، وتعينُهُ على فهمِ بعضِ (المصطلحاتِ) الّتي يوردُها المفسّرونَ في تفاسيرِهِمْ، وكلُّ ذلكَ بعبارةٍ مختصرةٍ!
وحسبي من وصفِهِ أنْ أنقلَ جزءًا يسيرًا من نعتِ مؤلِّفِهِ لهُ؛ حيثُ قالَ في مقدّمتِهِ:
"فهذِهِ أصولٌ وقواعدُ في تَفْسِيرِ القُرْآنِ الكَريمِ، جليلةُ المِقْدَارِ، عَظِيمَةُ النَّفْعِ، تعينُ قَارِئَهَا ومُتَأَمِّلَهَا على فَهْمِ كَلامِ اللهِ، والاهْتِدَاءِ بِهِ، ومَخْبَرُهَا أَجَلُّ مِنْ وَصْفِهَا! فَإنَّهَا تَفْتَحُ (لِلْعَبْدِ) مِنْ طُرُقِ التَّفْسِيرِ، ومِنْهَاجِ الفَهْمِ عنِ اللهِ ما يُغْني عنْ كَثيرٍ منَ التّفَاسِيرِ الخَالِيَةِ مِنْ هَذِهِ البُحوثِ النَّافِعَةِ!". ا.هـ
ومن ثمَّ قالَ:
"فلنشرعِ الآنَ بذكرِ القواعدِ والضّوابطِ على وجهِ الإيجازِ الّذي يحصلُ بِهِ المقصودُ؛ لأنَّهُ إذا انفتحَ للعبدِ البابُ، وتمهّدتْ عندَهُ القاعدةُ، وتدرَّبَ منها بعدّةِ أمثلةٍ توضحُهَا، وتُبيِّنُ طريقَهَا ومنهجَهَا، لم يحتجْ إلى زيادةِ البسطِ وكثرةِ التّفاصيلِ، ونسألُهُ تعالى أنْ يمدِّنا بعونِهِ ولطفِهِ وتوفيقِهِ، وأنْ يجعلَنَا هادِينَ مهتدينَ، بمنِّهِ وكرمِهِ وإحسانِهِ." ا.هـ
وللكتابِ تعليقاتٌ مهمّةٌ للعلاّمةِ العُثيمين -(ت 1421هـ)- كدأبِهِ في شروحاتِهِ، رحمهُ اللهُ تعالى.
فجزَى اللهُ المصنِّفَ والشّارحَ خيرَ الجزاءِ، ونفعَ بعلمِهِمْ.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.
الأربعاء/21/ربيع الثّاني/1433هـ