عَابِدَات!...





عَابِدَات!...
بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرَّحِيم...
إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُهُ ونستعينُهُ
من يهدِهِ اللهُ فلَا مضلَّ لهُ
ومن يُضللْ فلَا هاديَ لهُ
وأشهدُ أنْ لَا إلَٰهَ إلَّا اللهَ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ وأنَّ محمَّدًا عبْدُهُ ورسولُهُ
أمَّا بعدُ...
قالَ سُبحانَهُ وتَعَالى في سورةِ "التّحريم":
{عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً}[5]
{أَن يُبْدِلَهُ}.. بمَنْ؟
رشيقَات؟!
نَـحِيلَات؟!
بَدِينَات؟!
طويلاتٍ؟!
قصيراتٍ؟!

• تأمَّلي ما جاءَ في "تفسيرِ الطّبريّ":
{أَن يُبْدِلَهُ}: بـ"خَاضِعَاتٍ للهِ بِالطَّاعَةِ، مُصَدِّقَاتٍ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، مُطِيعَاتٍ للهِ، رَاجِعَاتٍ إِلَى مَا يُحِبُّهُ اللهُ مِنْهُنَّ مِنْ طَاعَتِهِ عَمَّا يَكْرَهُهُ مِنْهُنَّ، مُتَذَلِّلَاتٍ للهِ بِطَاعَتِهِ!.." اهـ‍ مختصَرًا وبتصرُّفٍ يسير.
وقالَ العلَّامةُ السّعديُّ في تفسيرِهِ -للآيةِ نفسِها-:
"فَلمَّا اخْتَارَ اللهُ لرسُولِهِ بقاءَ نسائِهِ -المذْكوراتِ- معَهُ؛ دلَّ عَلى أنَّهُنَّ (خَيرَ النِّسَاءِ وأكْمَلَهُنَّ)!" اهـ‍
فعلى أيِّ معيارٍ كانتِ (الخيريّةُ) في (التَّبديلِ)؛ كمَا وردَ في الآيةِ الكريمة؟

• فتريَّثي واعْقِلي أيَّتُها (المرأةُ)!
أمَا كَفاكِ تقطيعًا لنفسِك!
وبعثرةً لقلبِك!
وغرسًا للتَّفاهاتِ في عقلِك!
وتبديدًا لأوقاتِكِ وأموالِك!
فتارةً تشُدِّين (أشدَّ الشَدِّ) خصَرَك!
وتَتَسمَّرينَ (كلَّ دقيقةٍ) على المرآةِ؛ لتُتَابعي نقاءَ بشرَتِك!
وتَقِفينَ (كلَّ ساعةٍ) فوقَ الميزانِ؛ لترَي كمْ (ربع كيلو) نقُصَ وزنُك!
وتُنفقينَ مالكِ في شراءِ (المجلَّاتِ المخالفةِ لأمرِ اللهِ ورسولِهِ!) وتلتهمينَ صُفيحَاتِهَا؛ ربَّمَا أكثرَ من كُتبِ (فقْهِ دينكِ الإسْلَاميِّ)! لتقفِي على أحدثِ (التَّخَبُّطَاتِ والضَّلالاتِ) في رموشِ العينِ!.. ونفخِ الخدَّينِ!.. والشّفتينِ!.. ووو!....


• بل ولأنَّكِ ما رَحِمْتِ نفسَكِ، وألقيتِ بتفكيرِكِ (كُلِّهِ) في دوّامةِ هذا (الهوسِ الجماليِّ)! اصْطَحَبْتِهِ معكِ إلى (مُصلّى العيدِ)! مستعرضَةً إيَّاهُ للمصلِّياتِ!.. وكلُّ إناءٍ بما فيهِ ينضحُ!
فجعلْتِ ظهركِ -وأنتِ في مُصلَّى العيدِ- للقِبْلةِ! وأقبَلْتِ بوجهِكِ إلى الحاضراتِ...
وبينَ ثانيةٍ وأخرى -وأنتِ في المصلَّى تنتظرينَ صلاةَ العيدِ- تُقلِّبِبينَ (آلةَ تصويرِ جوّالِكِ)؛ لتطمئنِّي إلى (جمالِ أصباغِ وجهِكِ)!
ثمَّ ترفعينَ أصابِعَكِ للأعلى بمحاذاةِ عينيكِ! تَتفقَّدينَ (طُولَ ومناكيرَ أظافرَكِ)!
ثُمَّ تُسفرِينَ عن حجابِكِ _الكاسِي العاري- لِنرَى عينَ اليقينِ (بنطالَكِ)!
فانشغلَتِ وغَفِلْتِ عنْ (تكبيراتِ العِيد)!
وأشغَلْتِ الـمُصَلِّياتِ بكِ لا (إعجابًا)؛ بل (تعجُّبًا) من تفكيرِكِ السّطحيِّ اللّاسَديد!
وفاتَكِ حتَّى الِاسْتِحْياء من أخواتِكِ المصلِّياتِ اللّواتي أتينَ إلى مصلَّى العيدِ، (متذلِّلاتٍ مُنكسرِاتٍ) في (عبادةٍ) لا تتكرَّرُ في العامِ إلَّا (مرّتينِ)!
أفي هاتينِ المرَّتين سنراكِ عَلَى هذا الحالِ؟!

• الجمالُ مرغوبٌ مطلوبٌ؛ لكن!
من غير إسرافٍ ولا إغْراق!  
ويُؤخَذُ بأسبابِهِ؛ بما لا يُغضبُ اللهَ!
ويُبْرَزُ في حينِهِ المناسبِ وأوانِهِ؛ بما يُرضِي اللهَ !
ومعَ ذلكَ!
فثَمَّ الأهَمُّ!
والأسمَىٰ!
وفي الآخرةِ خَيرٌ وأبْقَىٰ!
تأمَّلي قولَهُ تعالىٰ في (امرأةِ فرعونَ):
{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[التَّحريم: 11]
وقولَهُ -عزَّ وجلَّ- في (مريمَ عليها السّلام):
{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} [التّحريم: 12]
وقولَهُ صلَّى اللهٌ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ:
((كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ! وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا: مَريمُ بنتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ))!.. الحديث. [مُتَّفَقٌ عَلَيهِ].
فلِمَنْ ضَربَ اللهُ بهمَا مَثَلًا ؟..
وبمَ كانَ فَضْلَهُمَا ، وكمَالَـهُما؟
فلْنُنْفِقْ أوقاتَنا -معشرَ النّساءِ- ونجدَّ العملَ للآخرةِ لَا لدُنيا الفَناء!
ولْنُضِئْ حياتَنا بـالسّيرِ معَ ركْبِ: (العَابِداتِ للهِ)!
فثَمَّ جَوهَرُ الجمَال!..
وعَينُ الكَمَال!..
فهل عَقِلْنا (النّظرةَ المتوازنةَ للجمَال)؟
بلْ هلْ لنا في (فهمِنا للمرادِ) ولو مقدارَ نَاقةٍ أو شَاة؟!
نرجو اللهَ -لنا جميعًا!- العفوَ والهدايةَ والتّوفيقَ والرَّشاد.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
كتبتهُ: حَسَّانَة بنتُ محمَّدٍ ناصرِ الدّينِ بنِ نوحٍ الألبانيِّ
الأربعاء 13 شوّاَل 1436هـ‍
وهنا موضوعٌ سابقٌ متَعَلِّق: جَمَالُكِ أيَّتُها المَرْأةُ!


بسم الله الرحمن الرحيم

موضوعٌ سبقَ نشْرُهُ
مَواقِيتُ!

((فَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُجَدِّدَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ))!



بسمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحِيم...
اللَّهمَّ جَدِّدِ الإِيمَانَ في قَلْبِي!

• عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ الْخَلِقُ! فَاسْأَلُوا اللهَ أَنْ يُجَدِّدَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ))!
رواهُ  الطّبرانيُّ والحاكمُ، وصحَّحَهُ الوالدُ-رحمَهُمُ اللهُ جميعًا-. يُنظرُ: "سلسلة الأحاديث الصّحيحة"، (1585).
- - -
السّبت 9 شوّال 1436هـ‍

قالَ الشَّاعرُ في الحثِّ على التَّأنّي في إبداءِ الرَّأْي: ولَا تَسْبِقَنَّ النّاسَ بالرّأْيِ واتَّئِدِ




بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرَّحِيم...

• قالَ الشَّاعرُ في الحثِّ على التَّأنّي في إبداءِ الرَّأْي:
- ولَا تَسْبِقَنَّ النّاسَ بالرّأْيِ واتَّئِدِ ... فإنّكَ إنْ تَعْجَلْ إلَى القَولِ تَزْلُلِ!
- ولَكِنْ تَصَفَّحْ رَأْيَ مَنْ كَانَ حَاضِرًا ... وقُلْ بَعْدَهُمْ" رُسْلًا" وَبِالحَقِّ فَاعْمَلِ!
من "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء"، (1/ 192)، دار الكتب العلميّة، بيروت.
- - -
الثّلاثاء 4 شوّال 1436