لأهل القرآن...ما صحة نسبة مقولة: "لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة؛ لكفتهم"! للشافعي رحمه الله؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فكثيرًا ما نقرأ ونسمع عن مقولة تنسب إلى الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ، تتعلق بسورة: (العصر)؛ وطالما كنت أبحث عن مدى صحة نسبتها إليه؛ وبحمد الله؛ وجدت بغيتي في ثنايا الشرح المختصر الممتع للوالد العلامة الجابري ـ حفظه الله ـ: (إتحاف العقول بشرح الثلاثة الأصول) (1).
فأورد هنا تلك المقولة، وتعليق العلامة الجابري عليها، ومن ثم طرفًا مما أورده ـ حفظه الله ـ عن تلك السورة الكريمة؛ سائلة الله تبارك وتعالى النفع والقبول.

قال العلامة الجابري ـ حفظه الله تعالى ـ:"قال المصنف رحمه الله (2):
قال الشافعي رحمه الله تعالى:
"لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة؛ لكفتهم"!
[ الشرح] (3):
هذا القول؛ بعض مشايخنا يرى أن في نسبته إلى الشافعي نظرًا، ولم أقفْ عليه في كتاب من كتب الشافعي؛ مع أن البحث قليل، وحجة الله قامت على الخلق بغير هذه السورة!
و على فرض صحة هذا القول عن الشافعي رحمه الله؛ فإن هذه السورة على قصر لفظها؛ فقد اشتملت على المعاني الواسعة.
ومن تلكم المعاني:ـ ما تضمنته من حسن العاقبة لأهل الإيمان.
ـ والتحذير من سوء العاقبة لغيرهم.
ـ كما أن فيها: التنويه بـ: الدُّعَاةِ إلى الله على بصيرة، وأنهم متميزون عن غيرهم؛ وذلكم أنهم يتواصون بالحق، ويتواصون بالصبر، وليس عندهم شطط كالفرق الضالة!
سماتهم:ـ الرفق في موضعه.
ـ والقوة في موضعها.
فهم يتميزون بالدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، وهذا واضح في سيرة الصحابة، والتابعين، ومن بعدهم من أئمة الهدى".
انتهى كلامه حفظه الله تعالى، وجزاه عن المسلمين خيرًا.
ـــــــــــــــــــــ
(1): دار المدينة النبوية/ الطبعة الأولى/1426هـ.
(2): وهو: الإمام المجدد: محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ المصنف لمتن: (الثلاثة الأصول)
(3): للعلامة الجابري ـ حفظه الله تعالى ـ.