الآيات 41-50 من سورة الواقعة

 {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (46) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50)} [سورة الواقعة]

الآيات 141- 159 من سورة الشّعراء

 {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)} [سورة الشّعراء]

مذهبُ السّلف في صفاتِ اللهِ عزّ وجلّ.. للخطيب البغداديّ رحمَهُ اللهُ

 بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم

• قالَ الحافظُ الذّهبيُّ -رحمَهُ اللهُ- في "تذكرة الحفّاظ"*:

"أخبرَنا أبو عليٍّ بْنُ الخَلال، أنَا جعفرُ، أنَا أبو طاهرٍ الحافظُ، نَا محمّدُ بْنْ مرزوقٍ الزّعفرانيُّ، نَا الحافظُ (أبو بكْرٍ الخطيبُ)، قالَ:

"أمَّا الكلامُ في (الصّفاتِ)؛ فإنَّ ما رُوِيَ منها في السُّننِ الصِّحاحِ مذهبُ السَّلفِ:

- إثباتُها وإجراؤُها على ظواهرِها

- ونفيُ الكيفيّةِ والتّشبيهِ، عنها.

وقدْ نفاها قومٌ؛ فأَبْطَلُوا ما أثبتَهُ اللهُ!

وحقَّقَها قومٌ منَ المُثْبِتِين؛ فخرَجُوا -في ذلكَ- إلى ضربٍ منَ التَّشبيهِ والتَّكييفِ!

والفَصْلُ إنَّما هوَ:

سلوكُ الطّريقةِ المتوسِّطة بينَ الأمرينِ،

ودينُ اللهِ بينَ الغالي فيهِ، والمقصِّرِ عنهُ،

والأصلُ -في هذا- أنَّ الكلامَ في الصِّفاتِ فرْعُ الكلامِ في الذَّاتِ،

ويحتذِي في ذلِكَ حذوَهُ ومثالَهُ،

وإذا كانَ معلومٌ أنَّ إثباتَ ربِّ العالمينَ إنَّما هوَ إثباتُ وجودٍ لا إثباتَ كيفيّةٍ، فكذلكَ إثباتُ صفاتِهِ؛ إنَّما هوَ إثباتُ وجودٍ؛ لا إثباتُ تحديدٍ وتكْيِيف،

فإذا قُلْنا: للهِ يدٌ وسمعٌ وبصر؛ فإنّما هيَ صفاتٌ أثبتَها اللهُ -تعالى- لنفسِهِ،

ولا نقولُ: إنَّ معنَى (اليدِ) القدرةُ

ولا إنَّ معنَى (السّمعِ والبصرِ) العِلْم

ولا نقولُ: إنَّها جوارحُ

ولا نشبِّهُها بالأيدي والأسماعِ والأبصارِ التي هيَ جوارحُ وأدواتٌ للفعلِ.

ونقولُ: إنَّما وجبَ إثْباتُها؛ لأنَّ التوقيفَ وردَ بها,

ووجَبَ نفيُ التّشبيهِ عنها؛ لقولِه تعالى:

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشّورى: 11]

و{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4]" انتهى.

* ج3، ص 1142-1143، ط دار إحياء التّراث العربيّ، بيروت.

الآية 29 من سورة الأنفال

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)}

[الأنفال]