الآية 11، من سورة الغاشية



بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى:
{لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً}
[الغاشية: 11]

- معنى {لَاغِيَةً}:
"عنِ ابن عباسٍ -رضي الله عنه-: لَا تسمعُ أذًى ولَا باطلًا.
عن مجاهد: شتْمًا.
عن قتادة: لَا تسمعُ فيها باطلًا ولَا شاتِمًا". اهـ‍
مختصَرًا من تفسير الطّبري، (24/ 386) ط 1 (1420هـ‍)، تحقيق: أحمد شاكر، مؤسسة الرسالة.

مَفهومُ (فَرْش الحُروف) في عِلْمِ القِراءات




مَفهومُ (فَرْش الحُروف) في عِلْمِ القِراءات
 بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم

من كتابِ "الوافي في شرح الشَّاطبيَّة في القراءات السَّبْع" للشّيخ عبد الفتَّاح القاضي، رحمَهُ اللهُ:
"الفَرْش: مصدرُ فرَشَ؛ إذا نشَرَ وبسَطَ.
فـالفَرْشُ معنَاه: النَّشرُ والبَسْط.
والحُرُوفُ: جمعُ حرْفٍ. والحرْفُ: القِراءةُ.
يُقالُ: حرفُ نافعٍ، حرفُ حمزةٍ؛ أي: قراءتُه.
وسَمَّى الكلامَ على كُلِّ حرْفٍ في موضعِهِ من الحروفِ المختلفِ فيها بينَ القُرَّاءِ: (فَرْشًا)؛ لِانْتِشارِ هذهِ الحروفِ في مواضعِها من سورِ القُرآنِ الكريمِ.
فكأنَّها انْفَرَشَتْ في السُّورِ؛ بخلافِ (الأصولِ)؛ فإنَّ حُكْمَ الواحدِ منها ينسحبُ على الجميعِ، وهذا باعتبارِ الغالبِ في الفَرْشِ والأُصُولِ؛ إذْ قد يُوجدُ في الفرْشِ ما يَطَّردُ الحُكْمُ فيهِ؛ كقولِه:
   467 - وَحَيْثُ أَتَاكَ الْقُدْسُ إِسُكَانُ دَالِهِ دَوَاءٌ... البيت.
وقولِه:
   449 - وَهَا هُوَ بَعْدَ الْوَاوِ وَالْفَا وَلاَمِهَا... البيت.
وقولِه:
   546 - وَإِضْجَاعُكَ التَّوْرَاةَ مَا رُدَّ حُسْنُهُ ... إلخ.
 وقدْ يذْكُرُ في (الأصولِ) ما لَا يطَّردُ؛ كالمواضعِ المخصوصةِ التي ذكَرَها في الهمزتَينِ من كلمةٍ ومنْ كَلِمَتَيْن، والكلماتِ المعيَّنَةِ في بابِ الإِمالة، وفي بابِ الإدغامِ الصَّغير، وفي يَاءَاتِ الإضافةِ، ويَاءَاتِ الزَّوائدِ.
فالتَّسميةُ في كلٍّ منَ (الأصولُ) و(الفَرْشِ)؛ باعتبارِ الكثيرِ الغَالب" اهـ‍
(ص: 199)، ط 2 (1410هـ‍)، مكتبة الدّار، مدينة طيبة.

إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ، وَلَمْ يَشْكُنِي إِلَى عُوَّادِهِ. الحديث



بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((قَالَ اللهُ تَعَالَى:
إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ، وَلَمْ يَشْكُنِي إِلَى عُوَّادِهِ؛
أَطْلَقْتُهُ مِنْ أَسَارِي،
ثُمَّ أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ،
وَدَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ،
ثُمَّ يَسْتَأْنِفُ الْعَمَلَ))!
أخرجهُ الحاكم في "المستدرك"، وصحَّحَهُ والدي -رحمَهُ اللهُ- في "سلسلته الصّحيحة"، (272).

صِفَةُ مُجَالَسَةِ العُلَماء.. من كتاب "أخْلاق العُلماء" للآجري



صِفَةُ مُجَالَسَةِ العُلَماء

بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم

من كتابِ "أخْلاق العُلماء" للإمامِ الآجريّ، رحمَهُ اللهُ:
"صِفَةُ مُجَالَسَتِهِ لِلْعُلَمَاءِ
فَإِذَا أَحَبَّ (مُجَالَسَةَ الْعُلَمَاءِ):
جَالَسَهُمْ بِأَدَبٍ, وَتَوَاضُعٍ فِي نَفْسِهِ,
وَخَفَضَ صَوْتَهُ عَنْ صَوْتِهِمْ، وَسَأَلَهُمْ بِخُضُوعٍ,
وَيَكُونُ أَكْثَرُ سُؤَالِهِ عَنْ عِلْمِ مَا تَعَبَّدَهُ اللهُ بِهِ,
وَيُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ فَقِيرٌ إِلَى عِلْمِ مَا يَسْأَلُ عَنْهُ,
فَإِذَا اسْتَفَادَ مِنْهُمْ عِلْمًا؛ أَعْلَمَهُمْ: أَنِّي قَدْ أُفِدْتُ خَيْرًا كَثِيرًا,
ثُمَّ شَكَرَهُمْ عَلَى ذَلِكَ.
وَإِنْ غَضِبُوا عَلَيْهِ؛ لَمْ يَغْضَبْ عَلَيْهِمْ,
وَنَظَرَ إِلَى السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ غَضِبُوا عَلَيْهِ؛ فَرَجَعَ عَنْهُ, وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِمْ,
لَا يُضْجِرُهُمْ فِي السُّؤَالِ,
رَفِيقٌ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ,
لَا يُنَاظِرُهُمْ مُنَاظَرَةً يُرِيهِمْ: أَنِّي أَعْلَمُ مِنْكُمْ؛
وَإِنَّمَا هِمَّتُهُ: الْبَحْثُ لِطَلَبِ الْفَائِدَةِ مِنْهُمْ, مَعَ حُسْنِ التَّلَطُّفِ لَهُمْ,
لَا يُجَادِلُ الْعُلَمَاءَ, وَلَا يُمَارِي السُّفَهَاءَ,
يُحْسِنُ التَّأَنِّي لِلْعُلَمَاءِ مَعَ تَوْقِيرِهِ لَهُمْ؛ حَتَّى يَتَعَلَّمَ مَا يَزْدَادُ بِهِ عِنْدَ اللهِ فَهْمًا فِي دِينِهِ" اهـ‍
(ص: 50)، مراجعة وتصحيح وتعليق الشّيخ: إسماعيل الأنصاريّ، النّاشر: رئاسة إدارات البحوث العلميّة والإفتاء والدّعوة والإرشاد، السّعوديّة.