بسم الله الرّحمن الرّحيم

من الأدلّة النّقليّة العمليّة على علوّ الله جلّ جلاله:

رفعه عليه الصّلاة والسّلام سبّابته إلى السّماء!

 

• فقد جاء في سياق حديث الحجّ –الطّويل- في "صحيح مسلم"(1)، قوله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم:

((وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ: كِتَابُ اللهِ!

وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي؛ فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟

قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ!

فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ؛ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ! وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ:

اللَّهُمَّ اشْهَدْ! اللَّهُمَّ اشْهَدْ! ثَلاثَ مَرَّاتٍ))...الحديث

 

• وإلى ذلك أشار الإمام ابن القيّم -رحمه الله تعالى-؛ في نونيّته البليغة: "الكافية الشّافية" (2)؛ عبر هذه الأبيات التي تدركُها الأفهامُ قبل الأسماع!

هَذَا وحَادِي عَشْرَهُنَّ: إِشَـارةٌ.......نحوَ العُـلُوِّ بِإِصْبـعٍ وبَنَـانِ!

للهِ جَـلَّ جَـلالُـهُ لا غَيْـرَهُ......إذْ ذَاكَ إِشْـرَاكٌ مـنَ الإنسانِ!

وَلَقَدْ أشَارَ رَسُولَهُ في مَجْـمَعِ.......الحَجِّ العَـظِيمِ بِمَوْقِفِ الغُفْرَانِ!

نَحْوَ السَّمَاءِ بأُصْبُعٍ قَدْ كُرِّمْتْ!......مُسْتَشْهِدًا لِلْـوَاحِدِ الرَّحْـمنِ!

يا رَبِّ فَاشْـهَدْ أنَّنِي بَلَّـغْتُهُمْ!.....وَيُشِيرُ نَـحْوهُمُ لِقَصْدِ بَيَـانِ!

فَـغَدَا البَنَـانُ مُرَفَّعًا وَمُصَوَّبًا!.......صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ ذُو الْغُـفْرَانِ!

أَدَّيْتَ ثُمَّ نَصَـحْتَ إِذْ بَلَّـغْتَنَا......حَقَّ البَلاغَ الوَاجِبِ الشُّكْرَانِ!

 

فالحمد لله ربّ العالمين.

الجمعة/23/ ذو القعدة/ 1432هـ.

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) [كتاب الحجّ/ باب حجّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم/ رقم الحديث: 1218]

(2) فصل في: الإشارة إلى الطّرق النّقليّة الدّالة على أنّ الله تعالى فوق سمواته على عرشه.

وقد ساق فيه ابن القيّم –رحمه الله- عشرين دليلاً وواحد؛ على العلّو؛ فاقتطفتُ الدّليل الحادي عشر، وأبياته من: 1241 إلى 1247.

بسم الله الرّحمن الرّحيم

من أدعيةِ استفتاحِ الصّلاةِ


عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ الْجُرَشِيُّ؛ قَالَ:

سَأَلْتُ عَائِشَةَ؛ فَقُلْتُ:

مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ؟ وَبِمَ كَانَ يَسْتَفْتِحُ؟

قَالَتْ:

(كَانَ يُكَبِّرُ؛ عَشْرًا

ويَحْمَدُ؛ عَشْرًا

وَيُسَبِّحُ؛ عَشْرًا

وَيُهَلِّلُ؛ عَشْرًا

وَيَسْتَغْفِرُ؛ عَشْرًا

وَيَقُولُ:

اللَّهُمَّ! اغْفِرْ لِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي [وعَافني]؛ عَشْرًا

وَيَقُولُ:

اللَّهُمَّ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الضِّيقِ يَوْمَ الْحِسَابِ؛ عَشْرًا).

==============================

صحّحَ إسناده: الوالد -رحمه الله-. يُنظَر: "أصل صفة الصّلاة"/ أدعية الاستفتاح؛ وفيه المزيد من الأدعية التي نغفل عن استفتاح صلاتنا بها.

نسأله تعالى التّوفيق للعمل بسنّته صلّى الله عليه وسلّم.

16 رمضان 1432هـ

مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ صلّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ في أواخر سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ

مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ صلّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ

في أواخر سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ

 

بسم الله الرّحمن الرّحيم....

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمرسلين...

أمّا بعد:

فكم من مسلم يتلو سورة (آل عمران) حتّى يختمها؛ ولكن؛ مَنْ منّا وقف على (هدْيه) عليه الصّلاة والسّلام في الآيات الأخيرة منها؟

لأجل ذلك؛ فدونكم نقاط مختصرة؛ سطّرْتُها على نور الأدّلة؛ سائلة الله عزّ وجلّ أن يوفّقنا لاتّباعه صلّى الله عليه وسلّم.

 

• تلاوته صلّى الله عليه وسلّم للآيات العشر الأخيرة قبيل (قيامه اللّيل):

عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ الله عَنْهُمَا ـ؛ قَالَ:

(بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ؛ فَقُلْتُ لأَنْظُرَنَّ إِلَى صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!

فَطُرِحَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِسَادَةٌ؛ فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طُولِهَا؛ فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِه،ِ ثُمَّ قَرَأَ الآيَاتِ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ آلِ عِمْرَانَ؛ حَتَّى خَتَمَ، ثُمَّ أَتَى سِقَاءً مُعَلَّقًا؛ فَأَخَذَهُ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ، فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَع،َ ثُمَّ جِئْتُ، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي، ثُمَّ أَخَذَ بِأُذُنِي؛ فَجَعَلَ يَفْتِلُهَا[1]، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ).[2]

وفي رواية أخرى عنه رضي الله عنه؛ قَالَ:

(بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ أَتَى طَهُورَهُ؛ فَأَخَذَ سِوَاكَهُ فَاسْتَاكَ، ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الْآيَاتِ:

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}

حَتَّى قَارَبَ أَنْ يَخْتِمَ السُّورَةَ، أَوْ خَتَمَهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ؛ فَأَتَى مُصَلاّهُ؛ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ،

ثُمَّ رَجَعَ إِلَى فِرَاشِهِ؛ فَنَامَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ؛ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ،

ثُمَّ رَجَعَ إِلَى فِرَاشِهِ؛ فَنَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ،

ثُمَّ رَجَعَ إِلَى فِرَاشِهِ؛ فَنَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَفَعَلَ مِثْل ذَلِكَ؛

كُلُّ ذَلِكَ يَسْتَاكُ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ).

قَالَ أَبُو دَاوُد: "رَوَاهُ ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ حُصَيْنٍ؛ قَالَ: فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ وَهُوَ يَقُولُ:

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ}؛ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ".[3]

 

• تلاوته صلّى الله عليه وسلّم للآيات الكريمة وهو يتوضّأ:

وعنه رضي اللهُ عنه؛ أَنَّهُ رَقَدَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَاسْتَيْقَظَ؛ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ؛ وَهُوَ يَقُولُ:

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ}

فَقَرَأَ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ؛ فَأَطَالَ فِيهِمَا الْقِيَامَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، ثُمَّ انْصَرَفَ؛ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ سِتَّ رَكَعَاتٍ؛ كُلَّ ذَلِكَ يَسْتَاكُ وَيَتَوَضَّأُ وَيَقْرَأُ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ! ثُمَّ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ؛ فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ؛ فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَهُوَ يَقُولُ:

اللهمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفِي نُورًا، وَمِنْ أَمَامِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، اللهمَّ أَعْطِنِي نُورًا). [4]

 

• نظرُه عليه الصّلاة والسّلام إلى (السّماء) عند تلاوتها:

وأيضًا؛ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا؛ قَالَ:

(بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ؛ فَتَحَدَّثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً، ثُمَّ رَقَدَ؛ فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ؛ قَعَدَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ؛ فَقَالَ:

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}

ثُمَّ قَامَ؛ فَتَوَضَّأَ، وَاسْتَنَّ، فَصَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ أَذَّنَ بِلالٌ؛ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ).[5] 

 

• تكراره عليه الصّلاة والسّلام للآيات الأولى منها:

وعَنهُ رضيّ اللهُ عنهُ؛ أَنَّهُ:

(بَاتَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ؛ فَقَامَ نَبِيُّ اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ؛ فَخَرَجَ فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ فِي (آلِ عِمْرَانَ):

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}

حَتَّى بَلَغَ: {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ؛ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ، ثُمَّ قَامَ فَخَرَجَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ؛ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ، ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى). [6]

 

 

توعّده صلّى الله عليه وسلّم لمن قرأ (إنّ في خلق)  -الآية - ولم  يتفكّر بها:

عنْ عُبَيْدُ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ أنَّهُ قَالَ لعَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهُا:

أَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتِيهِ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!

قَالَ: فَسَكَتَتْ، ثُمَّ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةً مِنْ اللَّيَالِيِ؛ قَالَ:

يَا عَائِشَةُ! ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي .

قُلْت: وَالله إنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَك، وَأُحِبُّ مَا يَسُرُّك!

قَالَتْ: فَقَامَ فَتَطَهَّرَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي،

قَالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ،

قَالَتْ: وَكَانَ جَالِسًا فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ،

قَالَتْ: ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الأرْضَ!

فَجَاءَ بِلاَلٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ؛ فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي؛ قَالَ: يَا رَسُولَ الله! تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ الله لَك مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِك وَمَا تَأَخَّرَ؟!

قَالَ: أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا!

{إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآيَةَ كُلَّهَا".[7]

 

ـ وقد جاء في "شرح النّووي على مسلم":

"وفيه : استحباب قراءة هذه الآيات عند القيام من النّوم". ا.هـ

وفي موضع آخر:

"وقوله: (فخرج فنظر إلى السّماء، ثمّ تلا هذه الآية في آل عمران {إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآيات... فيه:

ـ أنّه يُستحبّ قراءتها عند الاستيقاظ في اللّيل مع (النّظر إلى السّماء) لما في ذلك من عظيم التّدبّر!

ـ وإذا تكرّر نومه، واستيقاظه، وخروجه، استُحِبّ تكريرُه قراءة هذه الآيات؛ كما ذكر في الحديث. والله سبحانه وتعالى أعلم". ا.هـ

 

 

ـ وفي "المنتقى شرح الموطّأ":

"وقوله: (ثمّ قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران)؛ يعني:

من قوله: {إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} إلى آخر السورة.

ويحتمل: أن يفعل ذلك ليبتدئ يقظته بذكر الله، ويختمها بذكر الله عند نومه.

ويحتمل: أن يفعل ذلك لذكر الله تعالى، وليذكر ما ندب إليه من العبادة، وما وعد على ذلك من الثّواب، وتوعّد على معصيته من العقاب؛ فإن هذه (الآيات) جامعة لكثير من ذلك؛ ليكون ذلك تنشيطًا له على العبادة."! ا.هـ

 

ـ وقد قال الطّبريّ ـ رحمه الله ـ في تفسيره:

"فختم تعالى هذه السّورة بالأمر بالنّظر والاستدلال في آياته؛ إذ لا تصدر إلا عن حيّ قيّوم قدير قدّوس سلام غنيّ عن العالمين، حتّى يكون إيمانهم مستندًا إلى (اليقين) لا إلى (التّقليد)"!... إلى أن قال ـ رحمه الله ـ وهنا الشّاهد ـ:

"قال العلماء: يُستحبّ لمن انتبه من نومه أن يمسح على وجهه، ويستفتح قيامه بقراءة هذه العشر الآيات؛ (اقتداء) بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ثبت ذلك في "الصّحيحين" وغيرهما وسيأتي، ثم يصلّي ما كتب له، فيجمع بين (التّفكّر) و(العمل)؛ وهو (أفضل العمل)"! ا.هـ

 

نسأله تعالى أن يوفّقنا لاتّباع سنّته عليه الصّلاة والسّلام حقّ الاتّباع.

وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وسلّم.

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

                           الثّلاثاء/14/جمادى الثّانية/1432هـ

 

 

 

 



[1] ـ  "جاء في عون المعبود": "إِنَّمَا فَتَلَهَا تَنْبِيهًا مِنْ النُّعَاس لِقَوْلِهِ فِي الرِّوَايَة لِمُسْلِمٍ: (فَجَعَلْتُ إِذَا أَغْفَيْتُ يَأْخُذ بِشَحْمَةِ أُذُنِي). ا.هـ، وفي "المنتقى شرح الموطّأ": " وَقَوْلُهُ: (فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا) يَدُلُّ عَلَى أَنَّ يَسِيرَ الْعَمَلِ فِي الصَّلَاةِ لَا يَمْنَعُ صِحَّتَهَا، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ تَأْنِيسًا لَهُ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَفْعَلَهُ إيقَاظًا لَهُ...". ا.هـ.

هذا وقد كان ابن عبّاس رضي الله عنه صغيرًا في السّنّ؛ لم يجاوز الحلُم بعد، ومع ذلك وصف ذلك الوصفَ الدّقيق الوارد في الحديث! فرضي الله عنه، وعنِ الصّحابة أجمعين.

[2] ـ صحيح البخاري/كتاب التّفسير/ باب {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية: 191، رقم الحديث: (4570).

[3] ـ رواه أبو داود في/ كتاب الطّهارة/ باب السّواك لمن قام اللّيل، وصحّحه الوالد ـ رحمه الله تعالى ـ انظر: "سنن أبي داود"؛ رقم الحديث: (58).

[4] ـ صحيح مسلم/ كتاب صلاة المسافرين وقصرها/ باب الدُّعَاءِ فِي صَلاَةِ اللَّيْلِ وَقِيَامِهِ؛ رقم الحديث: (191).

[5] ـ صحيح البخاري/ كتاب تفسير القرآن/ باب بَاب قَوْلِهِ {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأََلْبَابِ} الآية: 190؛ رقم الحديث: (4569).

[6] ـ صحيح مسلم/ كتاب الطّهارة/ باب السِّوَاك؛ رقم الحديث: (256).

[7] ـ  رواه ابن حبان في "صحيحه" وغيره، وصحّحه الوالد ـ رحمه الله ـ انظر:  "صحيح التّرغيب والتّرهيب"؛ رقم الحديث: (1468).

 

فائدة في مجيء (إِذَا دَعَانِ) بعد (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ)...


بسم الله الرّحمن الرّحيم

ذكر العلاّمة العثيمين؛ رحمه الله - خلال تفسيره لسورة البقرة - لفتة مهمّة تتعلّق بقول ربّنا تبارك وتعالى:

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}

[البقرة:186]

حيث قال:

"فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى: {إذا دعان} بعد قوله تعالى: {الدّاع}؟ لأنّه لا يوصف بأنّه داعٍ إلاّ إذا دعا؟

فالجواب:

أنّ المراد بقوله تعالى: {إذا دعان}؛ أي: إذا صَدَقَ في دعائه إيّاي؛ بأن:

شَعر بأنّه في حاجة إلى الله!

وأنّ الله قادر على إجابته!

وأخلص الدّعاء لله؛ بحيث لا يتعلّق قلبه بغيره!" ا.هـ

ـــــــــــــــــ


الجمعة/ 27/ ربيع الثّاني 1432هـ

تنبيهاتٌ تتعلّقُ بطرقِ عرضِ النّصوصِ والعباراتِ (الشّرعيّة) بالحركاتِ والأشكالِ!

تنبيهاتٌ
تتعلّقُ بطرقِ عرضِ النّصوصِ والعباراتِ (الشّرعيّة) بالحركاتِ والأشكالِ!

بسم الله الرّحمن الرّحيم
إنّ ممّا ظهر في هذه الأيّام، إدخال طرق جديدة في كيفيّة (كتابة) بعض النّصوص والعبارات (الشّرعية)؛ في بعض برامج المحادثة والمنتديات والمواقع، وقد بدأت تتسلّل إلى الجوّال! وقد ساعد على ذلك التّقنيّة المرافقة لتلك البرامج؛ أيّما مساعدة.
طرقٌ يمكن للمتأمّل فيها أن يدخلها في باب (لا يليق) على أقلّ تقدير، ولم يسلم من استخدامها إلاّ من رحم الله.
ولقد كنت أنتظر أن تختفي هذه الظّاهرة؛ أو يكثر التّنبيه عليها؛ ولكنّي رأيتُ الأمر ينتشر ـ مع أنه واضح كالشّمس صحوًا لا سحاب دونها ـ ممّا دعاني لكتابة هذا الموضوع؛ مستعينة بالله تبارك وتعالى.
وقد جعلته على شكل فقرات محدّدة؛ لمزيد من التّوضيح؛ ولئلاّ يظنّ أحدٌ أنّ التّنبيه يشمل كل طرق الكتابة!
وقد استخدمتُ في بعض تلك الفقرات؛ طريقة السّؤال دون جواب؛ لأنّ ـ والحقّ يقال ـ الحال هنا كحال قول الشّاعر:
وليسَ يصحُّ في الأذهانِ شيءٌ ..... إذا احتاجَ النّهارُ إلى دليلِ!
• ما هي العبارات الشّرعيّة المقصودة في الموضوع؟
هي النّصوص، أو الجمل أو الكلمات الّتي وردت في الشّرع؛ ونستعملها تعبّدًا لله عزّ وجلّ، ونبتغي بها الأجرَ والثّواب منه جلّ وعلا، ويلحق بها عبارات أخرى تمُتُّ للشّرع بصلة؛ بشكل أو بآخر.
• ما أمثال تلك النّصوص والعبارات؟
على رأسها: الآيات الكريمة، والأحاديث الشّريفة؛ وهذا ممّا لا حصر له، وكذلك العبارات الشّرعية: كالجمل الآتية:ـ أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم
ـ بسم الله الرّحمن الرّحيم
ـ السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلاّ الله، الله أكبر
ـ صلّى الله عليه وسلّم
ـ رضي الله عنه
ونحوها....
ويلحق بها جمل (الدّعاء):
ـ جزاك الله خيرًا
ـ بارك الله فيك

ـ أحسن الله إليك
إلخ...
• ما الأمور المستحدثة في كتابتها؟
المحدثات الواردة في كتابتها؛ لم تتركّز على جانب
واحد، بل تجاوزتْ ذلك حتّى صار لها أشكالٌ وألوانٌ!

أَذْكرُ منها على سبيل المثال ـ لا الحصر ـ:

1) من جهة الحركات:
ـ تحريك (الجملة) يمنة ويسرة! جيئة وذهابًا؛ من غير توقّف! فتسير باتّجاه اليسار؛ ثم ترجع باتّجاه اليمين.
ـ قلبها: من الأعلى إلى الأسفل، ومن الأسفل إلى الأعلى! رأسًا على عقب! وخلال ذلك تختفي لتصير خطًّا مستقيمًا لا يكادُ يُقرأ!

ـ ظهورها ثمّ اختفاؤها، ثمّ ظهورها، ثمّ اختفاؤها....وهكذا دواليك!
ـ تقفز مرّات وكرّات!
ـ تحريك ثلاثة أرباع الجملة باتجاه الأعلى؛ وحرف واحد بالاتّجاه المعاكس؛ مثل: جملة (بارك الله فيك)، يقلبون كل الجملة من أعلى إلى أسفل؛ وفي الوقت نفسه يقلبون حرف (الكاف) فقط باتّجاه العكس؛ أي : الأعلى! وذلك أيضًا كرّات ومرّات.
ـ إرفاقها مع المشيرة (الفأرة) الّتي تتحرّك في الحاسوب؛ بحيث تتحرّك حيثما تحرّكت؛ فيضعون مثلاً: جملة (سبحان الله) على رأس السّهم ( المشيرة) فأنّى ذهبْنا بها في الصّفحة، اتّجهت معها جملة: (سبحان الله)!
ـ ظهور الكلمة ثم ذهابها؛ فتأتي بعدها كلمة تابعة، ثمّ تذهب؛ ثمّ ترجع الكلمة الأولى، وهكذا..؛ نحو: كلمة محمّد، ثمّ تختفي؛ فتأتي بعدها جملة: رسول الله؛ ثمّ تختفي؛ فتأتي جملة: صلّى الله عليه وسلّم! كلّ ذلك بحركات سريعة!
ـ إمرار دائرة صغيرة ملونة بلون مختلفة الكلمة؛ على طول سياق الكلمة، بسرعة، ثمّ تعود إلى أوّلها, وهكذا؛ حتّى تكاد العين تجحظ من سرعة ملاحقتها!
ـ وضعها مع أشكال تعبيريّة! كوضع صورة صنبور؛ يتساقط منه قطرات؛ الواحدة تلو الأخر؛ كل قطرة عبارة عن حرف؛ فيتشكّل منها ـ بالنّهاية ـ مقولة تحثّ على التّمسّك بالدّين، ونحوها!

2ـ من جهة الألوان:
ـ تلوين كل (كلمة) بلون!
ـ تلوين كل (حرف) بلون!
ـ تلوينها بألوان تشعّ تارة وتنطفئ أخرى.
ـ إضافة ألوان ـ عليها ـ لها وميض البرق، ولمعان النّجوم!

3ـ من جهة الأشكال:
ـ كتابتها مرفقة بأشكال ورسومات؛ مثل: إرفاق مناظر طبيعيّة وورود وزهور وقلوب مع الآيات الكريمة، والأحاديث الشّريفة!
وكوضع صورة (مُجهر) فوق صفحة من صفحات المصحف الشّريف! أو وضع صورة (مِسبحة) فوق صورة الآيات الكريمة!
ـ كتابتها بطريقة الظلّ؛ حيث يجعلون لها ظلاًّ من الأسفل؛ فمثلاً: جملة (بسم الله الرّحمن الرّحيم)؛ يجعلون لها ظلاًّ عكسيًّا من الأسفل؛ فتظهر الجملة كلّها مقلوبة!
ـ كتابة الجملة (وربّما تكون حديثًا شريفًا) فوق صورة لصفحة من المصحف الشّريف؛ فيصير نصّ كلمات الحديث فوق نصّ الآيات الكريمة.

ـ حشوها داخل رسم على شكل قلب، أو حشرها بين قلبين أحمرين!
ـ إرفاق عبارات الدّعاء مع صورة سلّة ورود حمراء، أو زهور متنوّعة.
ـ إحاطتها بزخارف؛ لا علاقة لها مطلقًا بالخطّ العربي.
• ما حجّة من يكتبها بتلك الطّريقة والأشكال والألوان والحركات؟
ـ للتّشويق!
ـ كتابتها مجرّدة عن الحركات والألوان تصير: (جافّة)!

ـ لتذكّرنا بالله!
ـ كتابتها بتلك الطّريقة أجمل
ـ صارت جذّابة

ـ لتلفت الانتباه
ـ نحن ندقّق في المعنى لا الشّكل!
ـ لم نضع معها صور ذوات أرواح!

• التّعليق:
أن نكتب الأمور الّتي نتعبّد الله بها؛ بما يقفز ويتحرك ويتلألأ ويشع ويضيء وينطفئ:ـ هل يليق بها؟
ـ ألا يُنقِص من تعظيمنا لها؟
ـ أليس فيها ما يشغل ذهن القارئ عن كمال مقصود العبارة؟!
ـ ألا نخشى أن تصير تلك الأساليب ـ يومًا بعد يوم ـ كأنّها ألعاب وعبث؛ والعياذ بالله! وبالتّالي:

ـ ألا يمكن أن يفقد القارئ إحساس الجدوى والمغزى الأساسيّ من كتابتها!
ـ هل يَرضى أحدنا أن يجد اسمه ينقلب شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا، أو تُطمَس معالمه بكلام آخر؟!
ـ ما المغزى من تلك الحركات والأشكال؛ يا أولي الألباب؟
ـ أليس من زيادة التّعظيم لها؛ أن ننأى عن التّفنن بها بتلك الأشكال والحركات العجيبة؟!
ـ ألا نخشى مع الأيّام أن نستثقل رؤية تلك العبارات الشّرعية ولا نستسيغها إلا بتلك الطّرق! وشيئًا فشيئًا تصبح النّصوص الشّرعيّة بستانًا وحديقة، وكأنّنا في نزهة وترفيه؟!
وفي نهاية المطاف؛ لنتدبّر الآيات الكريمة التّالية:

{الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}[الأعراف:51]
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}[التوبة:65]
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحجّ:30]
قال العلاّمة السّعديّ ـ رحمه الله ـ في تفسيره:
"وحرمات الله: كل ما لَهُ حرمة، وأمر باحترامه، بعبادة أو غيرها"...
ولنتأمّل قوله عليه الصّلاة والسّلام في الحديث المتّفق على صحّته:
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنْها؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلاَمٌ؛ فَنَظَرَ إِلَى أَعْلاَمِهَا نَظْرَةً؛ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ:

((اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ، وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ؛ فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلاتِي))!
ولنعيَ ما ورد في شرحه من فوائد؛ ممّا ينبغي لنا أن نصطحبه معنا في الأمور الّتي نتعبّد الله بها:
"قال ابن دقيق العيد: فيه مبادرة الرّسول إلى مصالح الصّلاة، ونفي ما لعلّه يخدش فيها.
ويستنبط منه: كراهية كل ما يشغل عن الصّلاة من الأصباغ والنّقوش ونحوها.

وقال الطّيبيّ: فيه إيذان بأنّ للصّور، والأشياء الظاهرة تأثيرًا في القلوب الطّّاهرة والنّفوس الزّكيّة؛ يعني فضلاً عمّن دونها." ا.هـ. باختصار من: [فتح الباري].

وختامًا: ينبغي لنا أن نضبط أذواقنا وعواطفنا في كلّ أمر؛ حتّى في طريقة الكتابة؛ بحيث يبرز تعظيمنا لحرمات ديننا الحنيف بأدقّ صوره.. ألا من مدّكر؟!
هذا والله تعالى أعلم.
وفّق الله الجميع لما يحبّه ويرضاه.

وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وسلّم.

كتبتْهُ: حسّانة بنت محمّد ناصر الدّين الألبانيّ.

ـــــــــــــــــــ

السّبت/9/ربيع الأوّل/1432هـ