{وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ}


{وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)}

[من سورةِ البقرة]

وفي هذِهِ الآيةِ الكريمةِ: وجوبُ احْترامِ الحَرَمِ،

 بسمِ الله الرَّحمن الرَّحيم

• قالَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- في سورةِ "الحجّ":

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)}.


• قالَ العلّامةُ السّعديُّ -رحمَهُ اللهُ-:

 "وفي هذِهِ الآيةِ الكريمةِ:

- وجوبُ احْترامِ (الحَرَمِ)،

- وشدَّةُ تعظيمِهِ،

- والتَّحذيرُ مِنْ إرادةِ المعاصي فيهِ، وفِعْلِها"اهـ‍‍‍‍‍‍*

واللهُ تعالى أعلمُ.

‍‍‍‍‍‍*  "تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنان"، ص: 536، ط4، 1426هـ‍‍‍‍‍،

تحقيق: عبد الرّحمن بن معلّا اللّويحق، مؤسّسة الرّسالة، بيروت.

الأربعاء 10 ذو الحِجّة 1444هـ

وعَلى أهْلِ العِلْمِ والفَضْلِ أنْ يغْتَنِموا فُرصَةَ الْتِقَائهم (بالحُجَّاجِ).. للإمامِ الألبانيّ رحمَهُ اللهُ تعالى

 

تَوجِيهاتٌ جَوهَريّةٌ مِنَ الوالدِ الإمَامِ الألْبانيِّ للدُّعَاةِ في الحَجّ

بسمِ الله الرَّحمن الرَّحيم

 

الحمدُ للهِ، والصَّلَاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، وبعدُ:

قالَ والدي -رحمَةُ اللهُ عليه- في كتابِهِ النّفيس: "حَجَّةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم  كما روَاها عنهُ جابرٌ رضيَ اللهُ عنهُ"(*):

 

• "وعَلى أهْلِ العِلْمِ والفَضْلِ أنْ يغْتَنِموا فُرصَةَ الْتِقَائهم (بالحُجَّاجِ) في المسْجدِ الحرامِ، وغيرِهِ من المَواطنِ المقدَّسةِ:

- فيُعَلِّمُوهُمْ ما يلزَمُ منْ (مناسكِ الحجِّ) وأحكامِهِ؛ على وفْقِ (الكتابِ والسُّنّة).

- وأنْ لَا يشغلَهُمْ ذلكَ عنِ (الدَّعوةِ إلى أصْلِ الإسلامِ) الذي مِنْ أجْلِهِ بُعِثَتِ الرُّسُلِ، وأُنْزِلَتِ الكُتُبُ؛ ألَا وهُوَ (التَّوحِيد)!

فإنَّ أكثرَ من لَقِيْناهُم -حتَّى ممَّنْ ينتَمي إلى العِلْمِ- وجدْناهُمْ في جهْلٍ بالغٍ بـ(حقيقةِ التَّوحيدِ)! وما ينافيهِ منَ الشِّركيَّاتِ والوثَنِيَّاتِ!

كَما أنَّهُمْ في غَفْلَةٍ تامَّةٍ عن ضَرورةِ رُجوعِ المُسْلمينَ على اخْتِلافِ مذاهِبِهِمْ! وكثرَةِ أحزابِهِم! إلى (العَمَلِ بالثَّابتِ في الكتَابِ والسُّنَّةِ) في العقَائِدِ، والأحْكَامِ، والمُعَامَلَاتِ، والأخْلَاقِ، والسِّياسَةِ، والِاقْتِصَادِ، وغيرِ ذَلِكَ من شُؤُونِ الحياةِ!

وأنَّ أيَّ صوتٍ يرتفعُ، وأيَّ إصْلاحٍ يُزْعَمُ على غيرِ هَذا الأَصْلِ القَويمِ، والصِّرَاطِ المُستقِيمِ؛ فسوفَ لَا يَجْنِي المُسلِمُونَ منْهُ إلَّا ذُلًّا وضَعْفًا! والوَاقِعُ أكبرُ شاهدٍ على ذلكَ، واللهُ المُسْتعان!

تتمّة الموضوع (هنا)

وفي هذِهِ الآيةِ أُمِرَ فيها الرَّسولُ بالخصُوصِ

 بسمِ اللهِ الرّحمن الرّحيم


• قالَ اللهُ عزّ وجلَّ:

{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة : 144]

{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة : 150]

 

• قالَ العلّامةُ السّعديُّ -رحمَهُ اللهُ-:

 "..أنَّ المعهودَ أنَّ الأمرَ إمَّا أنْ يكونَ للرَّسُولِ، فتدخلُ فيهِ الأمَّةُ تَبَعًا، أوْ للأمّةِ عمومًا؛ 

وفي هذِهِ الآيةِ أُمِرَ فيها الرَّسولُ بالخصُوصِ، في قولِهِ: {فَوَلِّ وَجْهَكَ}

والأمَّةُ عمومًا، في قوله: {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ}" اهـ‍‍‍‍‍‍*

واللهُ تعالى أعلمُ.

‍‍‍‍‍‍*  "تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنان"، ص: 73، ط4، 1426هـ‍‍‍‍‍،

تحقيق: عبد الرّحمن بن معلّا اللّويحق، مؤسّسة الرّسالة، بيروت.

فَأَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ!

بسمِ اللهِ الرّحمن الرّحيم

من "صحيح مسلم"، كتابُ الحجِّ، بَابُ حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

منْ حديثِ جابرٍ رضيَ اللهُ عنْهُ، فيما رَوَى عنْ حَجَّةِ النّبيِّ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ، أنَّهُ:

"فَأَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ!

((لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ، لَبَّيْكَ،

لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، لَبَّيْكَ،

إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ،

لَا شَرِيكَ لَكَ)).

وَأَهَلَّ النَّاسُ بِهَذَا الَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ،

فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْهُ،

وَلَزِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلْبِيَتَهُ".

((عَلَيْكَ بِكِتَابِ اللَّهِ؛ فَتَعَلَّمْهُ))

بسمِ اللهِ الرّحمن الرّحيم

من كتابِ: "التّعليقات الحِسان على صحيح ابْن حِبّان"*، ذِكرُ الإخبارِ عمّا يجبُ على المرءِ من تعلُّمِ كتابِ اللهِ جلَّ وعلَا، واتّباعِ ما فيهِ عندَ وقوعِ الفتنِ خاصّةً:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ:

- قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ -الَّذِي نَحْنُ فِيهِ- مِنْ شَرٍّ نَحْذَرُهُ؟

- قَالَ: ((يَا حُذَيْفَةُ! عَلَيْكَ بِكِتَابِ اللَّهِ؛ فَتَعَلَّمْهُ، وَاتَّبِعْ مَا فِيْهِ، خَيْرًا لَكَ)).

* وصحَّحَهُ الوالدُ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في: ج 1، ص 220-221، ط1، 1424هـ‍‍‍‍‍‍، دار باوزير للطّباعة والنّشر، جدّة.

الإثنين 1 ذو الحِجَّة 1444هـ‍‍‍‍‍‍