بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فإن النفس تهفو إلى مشاركة الحجاج حتى آخر لحظات حجهم؛ إن لم يكن بالفعل فعلى الأقل بالمقال؛ فهذه سطور مما صححه والدي ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ـ، وأفاد به في كتابيه: "صحيح الترغيب والترهيب، و: "مناسك الحج والعمرة"، مما يتعلق بـ: طواف الوداع.
وقد عنونتها لمزيد من التركيز؛ سائلة المولى عز وجل أن ينفع بها، وأن يتقبل من الحجيج حجهم.
== مشروعية طواف الوداع ==:
"فإذا انتهى من قضاء حوائجه، وعزم على الرحيل؛ فعليه أن يودع البيت بالطواف؛ لحديث ابن عباس؛ قال:
"كان الناس ينصرفون في كل وجه؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
((لا ينفر أحدٌ حتى يكون آخرَ عهده: الطواف بالبيت)).
[الإرواء: 1129]
== فضله ==:
قال صلى الله عليه وسلم:
((...وأما طوافك بالبيت بعد ذلك؛ فإنك تطوف ولا ذنب لك! يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول: اعمل فيما تَستَقبلُ؛ فقد غفر لك ما مضى))!
[صحيح الترغيب والترهيب: 1112].
وقال عليه الصلاة والسلام:
((...وأما طوافك بالبيت إذا ودَّعت؛ فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك))!
[صحيح الترغيب والترهيب: 1114].
== فيما يخص المرأة ==:
وقد كانت المرأة الحائض أُمرت أن تنتظر حتى تطهر لتطوف الوداع؛ ثم رخص لها أن تنفر ولا تنتظر لحديث ابن عباس ـ أيضًا ـ:
(أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للحائض أن تصدر قبل أن تطوف؛ إذا كانت قد طافت طواف الإفاضة).
[الإرواء: 1086]
== ما يُسن للمودِّع ==:
وله أن يحمل معه ماء زمزم؛ ما تيسر له تبركًا به؛ فقد:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمله معه في الأداوي والقرب، وكان يصب على المرضى ويسقيهم)
[الصحيحة: 883]
بل إنه:
(كان يرسل وهو بالمدينة قبل أن تفتح مكة إلى سهيل بن عمرو: أن أهد لنا من ماء زمزم ولا تترك؛ فيبعث إليه بمزادتين).
==كيفية خروج المودِّع من المسجد الحرام==:
فإذا انتهى من الطواف؛ خرج كما يخرج الناس من المساجد:
ـ فلا يمشي القهقرى.
ـ ويخرج مقدِّمًا رجله اليسرى.
ـ قائلا: اللهم صل على محمد وسلم، اللهم إني أسألك من فضلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حج عام:1429هـ.