لأهل القرآن...
بسم الله الرحمن الرحيم...
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فهذه معلومة مهمة؛ وشواهد جليّة، تبين أنه:
لا تعارض بين: (إطلاق المفرد)، وإرادة (الجمع)؛ في القرآن الكريم.
استفدتها من كتاب: "دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب"؛ للعلامة الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ.
قال ـ رحمه الله ـ:
قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} الآية.
أفرد هنا ـ تعالى ـ لفظ: {السَّمَاءِ}، ورد عليه الضمير بصيغة الجمع؛ في قوله: {فَسَوَّاهُنَّ}.
وللجمع بين: (ضمير الجمع) و: (مفسره المفرد)؛ وجهان:
الأول:أن المراد بالسماء: جنسها الصادق بسبع سموات، وعليه فـ: (أل): جنسية.
الثاني:
أنه لا خلاف بين أهل اللسان العربي في وقوع (إطلاق المفرد)، و: (إرادة الجمع)؛ مع تعريف المفرد وتنكيره وإضافته, وهو كثير في القرآن العظيم، وفي كلام العرب.
بسم الله الرحمن الرحيم...
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فهذه معلومة مهمة؛ وشواهد جليّة، تبين أنه:
لا تعارض بين: (إطلاق المفرد)، وإرادة (الجمع)؛ في القرآن الكريم.
استفدتها من كتاب: "دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب"؛ للعلامة الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ.
قال ـ رحمه الله ـ:
قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} الآية.
أفرد هنا ـ تعالى ـ لفظ: {السَّمَاءِ}، ورد عليه الضمير بصيغة الجمع؛ في قوله: {فَسَوَّاهُنَّ}.
وللجمع بين: (ضمير الجمع) و: (مفسره المفرد)؛ وجهان:
الأول:أن المراد بالسماء: جنسها الصادق بسبع سموات، وعليه فـ: (أل): جنسية.
الثاني:
أنه لا خلاف بين أهل اللسان العربي في وقوع (إطلاق المفرد)، و: (إرادة الجمع)؛ مع تعريف المفرد وتنكيره وإضافته, وهو كثير في القرآن العظيم، وفي كلام العرب.
== فمن أمثلته في القرآن ـ واللفظ معرَّف ـ==:
(1):قوله تعالى: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ} أي: بالكتب كلها؛
بدليل قوله تعالى: {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِه},
وقوله: {وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ}
(2):
وقوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}؛ يعني: الأدبار, كما هو ظاهر.
(3):
وقوله تعالى: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ} يعني: (الغرفات)؛
بدليل قوله تعالى: {لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ}
وقوله تعالى: {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}.
(4):
وقوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً}؛ أي: (الملائكة)؛
بدليل قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ}.
(5):وقوله تعالى: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا} الآية, يعني: (الأطفال الذين لم يظهروا),
وقوله تعالى: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} الآية يعني: (الأعداء).
== ومن أمثلته؛ واللفظ (منكّر) ==:
قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} يعني: (وأنهار)؛
بدليل قوله تعالى: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} الآية,
وقوله تعالى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} يعني: (أئمة),
وقوله تعالى: {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ} يعني: (سامرين),
وقوله: {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً} يعني: (أطفالاً),
وقوله: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} أي: (بينهم),
وقوله تعالى: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} أي: (رفقاء),
وقوله: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا}, أي: (جُنبين، أو: أجنابًا)،
وقوله: {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} أي: (مظاهرون)؛ لدلالة السياق فيها كلها على: الجمع.
واستدل سيبويه لهذا بقوله: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً}أي: (أنفسًا).
== ومن أمثلته واللفظ (مضاف) ==:
قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيفِي} الآية, يعني: (أضيافي),
وقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ}.. الآية؛ أي: (أوامره). ا.هـ
ـأكتفي بتلك الدرر التي نقلتها بتصرف يسير جدًّا.
والموضوع له تتمة؛ فمن أراد الاطلاع علبه فليرجع إلى الكتاب نفسه،
[الطبعة الأولى 1426هـ دار: عالم الفوائد/ من ص: 19ـ إلى ص: 22].