بسم اللهِ الرحمن الرحيم
• قصَّةُ (بدْءِ الأذانِ) البليغةُ! كما وردَتْ في "صحيح سنن ابْنِ ماجَهَ"*، وحسَّنَها والدِي رحمةُ اللهِ عليه، الحديث رقم: (580):
"عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ هَمَّ بِالْبُوقِ،
وَأَمَرَ بِالنَّاقُوسِ؛ فَنُحِتَ،
فَأُرِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ فِي الْمَنَامِ، قَالَ:
رَأَيْتُ رَجُلًا عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، يَحْمِلُ نَاقُوسًا،
- فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! تَبِيعُ النَّاقُوسَ؟
- قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟
- قُلْتُ: أُنَادِي بِهِ إِلَى الصَّلَاةِ!
قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟
- قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟
- قَالَ: تَقُولُ:
«اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ!
اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ!
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ!
أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ!
حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ!
حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ!
اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ!
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»!
- قَالَ: فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَأَخْبَرَهُ بِمَا رَأَى،
- قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! رَأَيْتُ رَجُلًا عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، يَحْمِلُ نَاقُوسًا،
فَقَصَّ عَلَيْهِ الْخَبَرَ،
- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ رَأَى رُؤْيَا؛ فَاخْرُجْ مَعَ بِلَالٍ إِلَى الْمَسْجِدِ فَأَلْقِهَا عَلَيْهِ، وَلْيُنَادِ بِلَالٌ؛ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ)).
- قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ بِلَالٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَعَلْتُ أُلْقِيهَا عَلَيْهِ وَهُوَ يُنَادِي بِهَا!
- قَالَ: فَسَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالصَّوْتِ، فَخَرَجَ، فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي رَأَى!".
- - -
* المجلّد الأوّل، ص: 118، كتاب الأذان والسّنّة فيها، باب بدْءِ الأذان،
ط1، 1407هــــــ، بتكليف من مكتبة التّربية العربيّ لدول الخليج بالرّياض،
إشراف المكتب الإسلاميّ، بيروت.