خلاصةُ الأمر في الكلام.. مما قالهُ ابنُ تيمية رحمَهُ اللهُ

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله، والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ اللهِ، أمّا بعدُ:

• قالَ الإمامُ ابْنُ تيميةَ -رحمَهُ اللهُ-:

"وَجِمَاعُ الأَمْرِ فِي (الكَلَامِ)؛ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَاليَوْمِ الْآخِرِ؛ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ لِيَصْمُتْ)) [متفقٌ عليه].

فَقَوْلُ الخَيْرِ -وَهُوَ الوَاجِبُ أَوِ المُسْتَحَبُّ- خَيْرٌ مِنَ السُّكُوتِ عَنْهُ!

وَمَا لَيْسَ بِوَاجِبِ وَلَا مُسْتَحَبٍّ؛ فَالسُّكُوتُ عَنْهُ خَيْرٌ مِنْ قَوْلِهِ!

وَلِهَذَا؛ قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ لِصَاحِبِهِ:

"السُّكُوتُ عَنِ الشَّرِّ؛ خَيْرٌ مِنَ التَّكَلُّمِ بِهِ".

فَقَالَ لَهُ الآخَرُ:

"التَّكَلُّمُ بِالخَيْرِ؛ خَيْرٌ مِنَ السُّكُوتِ عَنْهُ".

وَقَدْ قَالَ تَعَالَى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المجادلة: 9]

وَقَالَ تَعَالَى:

{لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (114)}[النِّساء]" اهـــــ.

- - -

من "مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية"، المجلّد 25، ص: 293- 294، لا يوجد رقم للطّبعة،

جمع وترتيب: عبد الرّحمن بن محمّد بن قاسم العاصميّ النّجديّ الحنبليّ، مكتبة ابن تيمية لطباعة ونشر الكتب السّلفيّة.