بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ اللهِ، وبعدُ:
• قالَ والدي -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابه: "آداب الزّفاف"*، ص: 197- 201:
"..الأمرُ الثّاني ممَّا ينبغي اجتنابُهُ: سترُ الجدارِ بالسّجادِ ونحوِهِ؛ ولو مِنْ غيرِ الحريرِ؛
لأنَّهُ (سرَفٌ وزينةٌ غيرُ مشروعةٍ).
لحديثِ عائشةَ -رضيَ اللهُ عنها- قالَتْ:
كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَّ غائبًا في غزاةٍ غزاها،
فلمَّا تحيَّنْتُ قُفُولَهُ؛ أخذْتُ نمَطًا [فيهِ صورةٌ] كانتْ لي
فسَتَرْتُ بِهِ على العُرْضِ
فلمَّا دخلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؛ تلقَّيْتُهُ في الحُجْرةِ؛
فقلْتُ: السّلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ
الحمدُ للهِ الذي أعزَّ[كَ]؛ فنصرَكَ، وأقرَّ عينيكَ، وأكرمَكَ.
قالَتْ: فلمْ يكلِّمْني!
وعرفْتُ في وجهِهِ الغضبَ!
ودخلَ البيتَ مُسرِعًا، وأخذَ النَّمطَ بيدِهِ، فجبَذَهُ حتَّى هتكَهُ!
ثمَّ قالَ:
[((أتستُرِينَ الجدارَ؟!] [بسِترٍ فيهِ تصاويرَ؟!ٍ]
إنَّ اللهَ لمْ يأمرْنا فيما رزقَنا أنْ نكسوَ الحجارةَ والطّينَ))]!
قالتْ: فقطَّعْنا منهُ وسادتَيْنِ، وحشَوتُهُما ليفًا؛ فلمْ يعِبْ ذلكَ عليَّ]
[قالتْ: فكانَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَرْتَفِقُ عليهِما].
•وقدْ بيّنَ والدي -رحمَهُ اللهُ- في حاشية ص: 199: أنَّ هذه الرّوايةَ بزياداتها التي بين معقوفتين؛ قدْ جمعَتْ ذكرَ السّببين:
1- فيهِ صورة.
2- (أتسترِينَ الجدارَ؟!).
فالنَّهيُ الواردُ في الرّوايةِ، ليس لوجودِ التّصاويرَ، فحسبْ، بل الكراهيةُ للأمرينِ معًا.
• ثمَّ قالَ والدي -رحمةُ اللهِ عليهِ-، ص: 200- 201:
"ولهذا؛ كانَ بعضُ السَّلفِ يمتنِعُ مِنْ دخولِ البيوتِ المستورةِ جُدُرُها!
قالَ سالمُ بْنُ عبدِ اللهِ:
"أعْرَسْتُ في عهدِ أبي، فآذنَ أبي النَّاسَ
وكانَ أبو أيُّوبَ فيمنْ آذَنَّا
وقدْ سترُوا بَيْتِي بنِجادٍ أخْضرَ
فأقبلَ أبو أيُّوبَ، فدَخلَ فرآني قائمًا
واطَّلعَ، فرأى البيتَ مُستَتِرًا بنجادٍ أخْضرَ
فقالَ: يا عبدَ اللهِ! أتستُرُونَ الجدُرَ؟!
قالَ أبي -واستحيَى-: غلبَنا النِّساءُ، أبا أيّوبَ!
فقالَ: مَنْ [كنتُ] أخشَى [عليهِ] أنْ تغلبَنَّهُ النّساءُ، فلمْ [أكُنْ] أخشَى [عليكَ] أنْ تغلبنَّكَ!
ثمَّ قالَ: لا أطعمُ لكُمْ طعامًا، ولا أدخلُ لكمْ بيتًا!
ثمَّ خرجَ!
رحمَهُ اللهُ". انتهى.
- - -
* ط 1، 1423هـ، مكتبة المعارف، الرّياض .