مواعيد عُرقوب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلَامُ على رسولِ اللهِ، أمَّا بعدُ:

• قالَ الخطيبُ البغداديُّ -رحمَهُ اللهُ- في كتابهِ: "البُخلاء"(1):

 "قلتُ:

والعربُ تضربُ المثلَ في إخلافِ المواعيدِ بـ(عُرقُوبٍ)،

وكانَ من خَبرِهِ ما أخبرنا الحسنُ بْنُ أبي بكرٍ،

أنبأنا أبو جعفرَ أَحْمَدُ بْنُ يعقوبٍ الأصبهانيُّ،

حدَّثني أبو طالبٍ الدِّعبِليُّ، عنِ العبَّاسِ بْنِ هشامٍ الكَلبيِّ، عن أبيهِ، قَالَ:

"عُرقوبُ بْنُ صخرٍ -أو ابْنُ معبدٍ بْنِ أسدٍ-؛ رجلٌ من العماليقِ بالمدينةِ،

سألَهُ رجلٌ من العربِ عِذْقًا، فقالَ: نعمَ.

فلمَّا صارَ بَلَحًا، قَالَ: دعْها حتّى تكونَ زهْوًا،

فلمَّا بلَغَتْ، قَالَ: دعْها حتّى تُشْقِحَ(2)،

فلمَّا أشقَحَتْ، قَالَ: دعْها حتّى تُحَلْقِمَ(3)،

فلمَّا حَلْقَمَتْ، قَالَ: دعْها حتَى تُرْطِبَ،

فلمَّا أرطبَتْ، قَالَ: دعْها حتّى تكونَ تَمْرًا،

فلمَّا صارتْ تَمْرًا؛ جَدَّها(4) باللَّيلِ، وهربَ!

فصارَ مثلًا!

وهوَ الذي ذكرَهُ كعبُ بْنُ زهيرٍ في شِعرِه، فقالَ [من البسيط]:

كانتْ مَواعِيدُ عُرْقوبٍ لهَا مثلًا ... وما مَواعِيدُها(5) إلَّا الأباطِيلُ!" انتهى.

- - -

(1) ج 4، ص: 151، ط1، 1421هـ‍‍‍‍‍، تحقيق : بسّام عبد الوهّاب الجابي، دار ابن حزم للطّباعة والنّشر، بيروت .

(2) تُشْقِحَ: تحمرَّ أو تصفرَّ.

(3) تُحَلْقِمَ: يبدأُ فيها النّضجُ من قِبَلِ قَمعِها.

(4)  جدَّها: قطعَ ثمَرَها.

(5) قالَ المحقّق:  "في هامش الأصل: مواعيدُهُ"..