(تابع/2)*
6)
هلْ
في (الاستشارةِ) ضعفٌ ونقصٌ؟
بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرّحيم...
يتردَّدُ
البعضُ في استشارةِ غيرِهِ؛ ظنَّا منهُ أنَّ ثمّةَ تنَقُّصٌ منهُ ومذلَّةٌ!
لذا؛ أتابعُ
قولَ (الماورديِّ) -رحمهُ اللهُ- في "أدب الدّنيا والدّينِ"؛ حيثُ قالَ:
"وَلَا
يَنْبَغِي أَنْ يَتَصَوَّرَ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ إنْ شَاوَرَ فِي أَمْرِهِ:
ظَهَرَ
لِلنَّاسِ ضَعْفُ رَأْيِهِ، وَفَسَادُ رَوِيَّتِهِ، حَتَّى افْتَقَرَ إلَى رَأْيِ
غَيْرِهِ!
فَإِنَّ
هَذِهِ مَعَاذِيرُ النَّوْكَىٰ[1]!
وَلَيْسَ
يُرَادُ الرَّأْيُ لِلْمُبَاهَاةِ بِهِ، وَإِنَّمَا يُرَادُ لِلِانْتِفَاعِ
بِنَتِيجَتِهِ! وَالتَّحَرُّزِ مِنْ الْخَطَأِ عِنْدَ زَلَلِهِ!
وَكَيْفَ
يَكُونُ (عَارًا) مَا أَدَّىٰ إلَى صَوَابٍ، وَصَدَّ عَنْ خَطَأٍ؟!
- وَقَالَ
بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
مِنْ كَمَالِ
عَقْلِكَ: اسْتِظْهَارُك عَلَىٰ عَقْلِكَ!
- وَقَالَ
بَعْضُ الْبُلَغَاءِ:
إذَا
أَشْكَلَتْ عَلَيْك الْأُمُورُ!
وَتَغَيَّرَ
لَكَ الْجُمْهُورُ!
فَارْجِعْ
إلَى رَأْيِ الْعُقَلَاءِ
وَافْزَعْ إلَى
اسْتِشَارَةِ الْعُلَمَاءِ!
وَلَا
تَأْنَفْ مِنَ الِاسْتِرْشَادِ!
وَلَا تَسْتَنْكِفْ
مِنَ الِاسْتِمْدَادِ!
فَلَأَنْ
تَسْأَلَ وَتَسْلَمَ؛ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَسْتَبِدَّ وَتَنْدَمَ!"[2]
اهـ
يتبعُ إن شاءَ
اللهُ...
* الموضوع السّابق:
هنا
الإثنين: 21/
شهر الله الحرَّم/ 1435هـ