(عَاشُوراءُ).. وفضْلُ صِيامِهِ..
والحثُّ علىٰ
صيامِ اليومِ التّاسعِ قَبْلَهُ..
بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرّحيم...
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةِ
فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ (عَاشُورَاءَ)؛
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟))
فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ! أَنْجَىٰ اللهُ
فِيهِ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ!
وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ!
فَصَامَهُ مُوسَىٰ شُكْرًا؛ فَنَحْنُ نَصُومُهُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
((فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَٰى بِمُوسَى
مِنْكُمْ))!
فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
[مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ].
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛
قَالَ:
"مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَىٰ غَيْرِهِ؛ إِلَّا
هَذَا الْيَوْمَ:
يَوْمَ (عَاشُورَاءَ)، وَهَذَا الشَّهْرُ؛
يَعْنِي شَهْرَ (رَمَضَان)".
[مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ].
- وَعَنهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ:
"حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ (عَاشُورَاءَ)، وَأَمَرَ بِصِيَامِه،ِ قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ!
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
((فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ
شَاءَ اللهُ؛ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ))!
قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ؛
حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"!
[صحيح مسلم].
- وقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلىٰ آلِهِ
وَسَلَّمَ:
((وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ؛ أَحْتَسِبُ
عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ))! الحديث.
[صحيح مسلم].
- وفي روايةٍ:
((وَمَنْ صَامَ عَاشُورَاءَ؛ غُفِرَ لَهُ سَنَةٌ))!
الحديث.
[قالَ عنهُ الوالدُ -رحمهُ اللهُ-: "صحيح لغيرهِ". "صحيح التّرغيب والتّرهيب"، الحديث
رقم (1013)، و (1021)].
- قالَ الإمامُ ابنُ تيميّة -رحمهُ اللهُ-:
"..فتدبَّرْ؛ هَٰذا يومُ (عاشُوراءَ)؛ يومٌ
فاضلٌ؛ يكفِّرُ سنَةً ماضيةُ
صامَهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وأمرَ بصيامِهِ، ورغَّبَ فيهِ
ثمَّ لـمَّا قيلَ لهُ قُبَيْلَ وفاتِهِ: "إِنَّهُ
يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ!"
أمرَ بمخَالَفَتِهِمْ بضَمِّ يومٍ آخَرَ إِليهِ،
وعَزَمَ علَىٰ ذَٰلكَ.
ولـهَٰذا استحبَّ العُلماءُ -منهُمُ الإمامُ أحمدُ-
أنْ يصومَ تاسوعاءَ وعاشوراءَ
وبذَٰلكَ علَّلَتِ الصَّحابَةُ رضيَ اللهُ عنهُمْ".
اهـ
["اقتضاء الصّراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم"
(1/ 284)، دار عالم الكتب، الطّبعة: السّابعة، (1419هـ)].
- تنبيهٌ: أمَّا رواية:
((لَئِنْ بَقِيتُ؛ لآمرَنَّ بصِيَامِ يومٍ قَبْلَهُ
أوْ يومٍ بَعْدَهُ. يومُ عاشُوراءَ))
و: ((صُومُوا يومًا قَبْلَهُ، ويومًا بعْدَهُ))
فقدْ أنكرَ الوالدُ -رحمهُ اللهُ- هَٰذا
اللّفظَ (ويومًا بعدَهُ)، في "سلسلة الأحاديث الضّعيفة"، الحديث رقم
(4297) وما تحتَهُ، قائلًا عن الرّوايةِ الأولىٰ:
"منكرٌ بهَٰذا التّمامِ"
وعنِ الرّوايةِ الثّانيةِ -معلِّلًا-:
"وذِكْرُ (اليومِ الذِي بَعْدَهُ) منكرٌ
فيهِ؛ مخالِفٌ لحديثِ ابنِ عبّاسَ الصَّحيحِ؛ بلفظِ:
((لَئِنْ
بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ؛ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ)).
أخرجهُ مسلمٌ، والبيهقيُّ، وغيرُهما" انتهىٰ
كلَامُهُ رحمهُ اللهُ.
وفَّقَنَا الله لطاعَتِهِ...
وصلَّىٰ اللهُ علىٰ نبيِّنَا محمّدٍ وعلىٰ
آلِهِ وسلَّمَ.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
~ ~ ~
الإثنين: 7/ شهر الله المحرّم/ 1435هـ