بسمِ الله الرّحمن الرّحيم
• قالَ العلَّامةُ ابْنُ العُثيمينَ -رحمَهُ اللهُ - في: "شرح العقيدة السّفارينيَّة"* في سياقِ كلامِهِ عنْ تنزيهِ صفاتِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- عنِ النّقصِ بأيِّ بوجهٍ منَ الوجوهِ:
"فصارَ -بذلكَ- النَّقصُ دائرًا بينَ شَيئينِ:
الأوَّلُ: نقصُ الصِّفةِ بذاتِها؛ فصفاتُهُ غيرُ ناقصةٍ.
والثَّاني: نقصُها باعتبارِ مقارنتِها بصفةِ المخلوقِ؛ فإنَّهُ لا مقارنةَ بينَ صفاتِ الخالقِ وصفاتِ المخلوقِ؛ فهوَ:
- منزَّهٌ عنِ النَّقصِ في صفاتِهِ.
- وعنِ النَّقصِ بمشابهتِهِ أو بمُمَاثلَتِهِ بالمخلوقِين.
ونحنُ نقولُ في كلِّ صلاةٍ: (سُبحانَ ربِّيَ الأعْلى)،
فهلْ -نحنُ- حينما نقولُ: (سُبحانَ ربِّيَ الأعْلى) نستحضرُ هذا المعنى، أمْ نقولُ: (سُبحانَ ربِّيَ الأعْلى) باعتبارِ أنَّهُ ذِكْرٌ وثناءٌ على اللهِ؟
والجوابُ:
أنَّ الغالبَ على النَّاسِ -عمومًا وخصوصًا- أنَّهمْ إذا قالُوا: (سُبحانَ ربِّيَ الأعْلى) لَا يشعرونُ إلَّا بـ (الثَّناءِ على اللهِ والتَّنزيهِ المطْلَقِ)،
ولَا يستحضرونَ معنى: (اللَّهُمَّ إنِّي أُنزِّهكَ يا ربِّي عنْ مماثلةِ المخلوقِين، وعنْ كلِّ نقصٍ في صفاتِكِ)،
فلَا يَشعرُ القائلُ بهذا المعنَى إِلَّا قليلًا!" انتهى.
*ص: 46، ط2، 1434هـ، مدار الوطن، السّعوديّة.