لعلَّ اللهَ يرحمُنا بدمعةٍ

 بسمِ الله الرّحمن الرّحيم

 

الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ اللهِ، أمَّا بعدُ:

• ففي حديثٍ رواهُ التّرمذيُّ، وصحَّحهُ والدي -رحمَهُما اللهُ تعالى-:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ))، الحديث.

 

• وفي روايةٍ عندَ البخاريِّ ومسلمٍ وغيرهما:

(إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ)!

رضيَ اللهُ عنْهُ وأرضاهُ.

جاءَ في العديدِ من الشّروحِ:

"يعني: سريعَ الحُزنِ والبكاءِ،

و(الأسفُ) عندَ العربِ: شدَّةُ الحزنِ والتَّندُّمِ" اهـ‍


• فما أجدرَ بنا أن تنهمرَ منّا في كلِّ يومٍ (دمعةٌ) من خشيةِ اللهِ

دمعةٌ لفواتِ طاعة

أو دمعةٌ منِ ارتكابِ معصية

أو دمعةٌ على عمرٍ مضى بلهوٍ ولعبٍ وسيِّئاتٍ

أو دمعةٌ لتأخيرِ توبة

أو دمعةٌ لفواتِ وردٍ من القرآن

أو دمعةٌ من تدبُّر آيةٍ

أو دمعةٌ في صلاةٍ

أو دمعةٌ في قيام اللّيلِ

أو دمعةٌ لتضرُّعٍ ودعاء

أو دمعةٌ في خلوةٍ مع اللهِ

أو دمعةٌ على عجزِنا عنِ الشُّكر

أو دمعةٌ على ضعفِنا عنِ الحمدِ

أو دمعةٌ لعقوقِ الوالدين

أو دمعةٌ لظلمِ إنسان

أو دمعةٌ وَجلًا من سكراتِ الموت

أو دمعةٌ خوفًا من ظلماتِ القبر

أو دمعةٌ إشفاقًا من أهوالِ الآخرةِ

أو دمعةٌ خشيةً من يومِ الحسابِ

أو دمعةٌ خوفًا من الحرمانِ منَ الفردوسِ الأعلى

أو دمعةٌ خوفًا من الحرمانِ من رؤيةِ وجهِ اللهِ عز وجلَّ -يومَ القيامةِ-

ألا ما أعزَّ تلكَ الدُّموع

وما أكثرَ ما تَغفلُ عنها- في كلِّ يوم- القلوبِ

فلْنَسْقِِ قلوبَنا بالابتهالِ إلى اللهِ سبحانَهُ، ليجلوَ عنها القسوةَ والغفلةَ

فلا تدري نفسٌ بأيِّ يومٍ يكونُ لقاءُ ربِّها

لعلَّ اللهَ يرحمُنا بـ(دمعة).

وصلِّ اللَّهمَّ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وسلِّمَ.

كتبتْهُ: حسَّانةُ بنتُ محمَّدٍ ناصرِ الدّينِ بْنِ نوحٍ الألبانيّ.

الإثنين 12 ذو الحِجَّة 1443 هــــ.