بسمِ الله الرّحمن الرّحيم
الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ اللهِ، أمَّا بعدُ:
• قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ:
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام : 162]
• إذا أردنا أن نعرفَ القيمةَ الحقيقيّةَ لما نفعلُهُ في هذهِ الحياةِ، فلْنَنْظرْ (ماذا بقي منهُ للهِ)!
- تحدثت مع أحدٍ، وانتهتِ المحادثةُ، فماذا بقي منهُ للهِ؟
- سافرت وانتهى سفرُك ورجعت، فماذا بقي منهُ للهِ؟ْ
- درسْت، وسهرْت، ونلْت أعلى الدّرجاتِ، فماذا بقي منهُ لله؟
- عمَّرْتَ بيتًا، وأثَّثْت، وسكنت، فماذا بقي منهُ لله؟
- تزوجْت، ووهبك اللهُ بنينَ وحفدةً، فماذا بقي منهُ لله؟
- أكرمْت ضيوفَك بأصنافِ الطّعام والشّرابِ، واستأنسْت، حتّى انصرفوا، فماذا بقي منهُ لله؟
- تنزَّهت، فتمتَّعْت بالبحرِ والقمرِ والنّسماتِ والشّجرِ، فماذا بقي منهُ للهِ؟
- تلوت القرآنَ الكريمَ، وطويت المصحفَ، فماذا بقي منهُ لله؟
- تصدَّقْتَ فأخرجت من جيبِكِ مبلغًا، ووضعْتهُ في كفِّ محتاجٍ، فماذا بقي منهُ لله؟
- صلّيت وركعت وسجدت وسلَّمْت، فماذا بقي منهُ لله؟
- صُمْت، وتركتَ طعامَك وشرابَك، فماذا بقي منهُ لله؟
- حجَجْت، ووقفت، ورَمَيت وطفت وسعيت، فماذا بقي منهُ لله؟
- كتبت وملأت الأوراقَ، ونمَّقت بعلاماتِ التّرقيمِ، ووضعتها في الدّرجِ، فماذا بقي منهُ لله؟
- استيقظْت، وانهمَكْت في مهامِّ يومِك منَ الصّباحِ حتَّى المساءِ، فماذا بقي منهُ للهِ؟
• و(حياتُنا كلُّها) التي منحنَا اللهُ إيَّاها، والتي ستنتهي وتذهبُ وتفنى...
فما الذي بقيَ منها (خالصًا لوجهِ اللهِ)؟
فأُحيِيَتْ بِهِ قلوبِنا
وزادَ به إيمانُنا،
وبقيَ لنا ذُخرًا في الآخرةِ؟!
فاللَّهُمَّ! أعِنَّا.. واعْفُ عنَّا.. وقِنا شرَّ غفلَتِنا...
وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وسلَّم.
كتبتْهُ: حسَّانةُ بنتُ محمَّدٍ ناصرِ الدّينِ بْنِ نوحٍ الألبانيّ.
الأحد 18 ذو الحِجَّة 1443 هــــ.