بسمِ الله الرّحمن الرّحيم
إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُهُ ونستعينُهُ
من يهدِهِ اللهُ فلَا مضلَّ لهُ
ومن يُضللْ فلَا هاديَ لهُ
وأشهدُ أنْ لَا إلَٰهَ إلَّا اللهَ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ وأنَّ محمَّدًا عبْدُهُ ورسولُهُ أمَّا بعدُ...
فمنَ الأمورِ التي يتعجَّبُ منها المرءُ في هذا الزّمانِ: تناقلُ المعلوماتِ دونَ تثبُّتٍ!
فيصيرُ الحيُّ ميِّتًا والميِّتُ حيًّا
والمعافى مريضًا والمريضُ معافًى
والفقيرُ غنيًّا والغنيُّ فقيرًا...إلخ
وعن نفسي لا أستطيعُ نقلَ أيَّ معلومةٍ إلَّا بالعودةِ إلى مصدرِها (كتابٍ، أو شريطٍ)، حتَّى أنَّي في بعضِ الأحيانِ أحرمُ نفسي من نشرِ بيتٍ شعريٍّ واحدٍ أرى فيهِ حكمةً ونفعًا، وذلِكَ لأنَّي لا أعرفُ أو لمْ أقفْ على مصدرٍ موثوقٍ لهُ.
فمنَ الأمورِ التي وقفتُ عليها -مؤخَّرًا- كمثالٍ لعدمِ التّثبُّتِ: الخلطُ بيني وبينَ شقيقتي (سكينةَ) رحمَها اللهُ تعالى وجعلَ الجنَّةَ مأواها-.
فقدْ صدرَ لها من سنتينِ وأكثرَ، كتابان: (سألتُ أبي)، وكتابُ (حكم خروج المرأة للدّعوةِ).
وأنا صدرَ لي كتابٌ بمسمًّى وموضوعٍ آخرَ.
فنرى بعضَ النّاسِ لا يقرؤونَ اسمَ المؤلِّفِ على الغلافِ، فيخلطونَ بينَ الاسمينِ والكتابَينِ، حتى نُسِبَ كتابُها لي، وهوَ ليسَ لي، وبدلَ أن يُترحَّمُ عليها -رحمَها اللهُ تعالى برحمتِهِ الواسعةِ- يُترَحَّمُ عليَّ وأنا لا زلتُ حيَّةً لتاريخ كتابةِ هذا الموضوعِ -أحْيانا اللهُ على الكتابِ والسُّنَّة وأماتَنا على ذلكَ-.
والغريبُ أنَّ لو واحدًا كتبَ عن شخصٍ: "رحمَهُ اللهُ"، لانسدلتْ قائمةً يترحَّمونَ عليهِ، ليسَ (تثبُّتًا ولا يقينًا)، بلْ (تقليدًا وانجرافًا ورجمًا بالغيبِ)!
والشّأنُ ليس في التّرحُّمِ، فكلُّنا فقيرٌ إلى رحمةِ اللهِ حيًّا وميِّتًا، صغيرًا وكبيرًا، ذكرًا وأنْثى، وإنَّما الأمرُ في أنَّا مأمورونَ في ديننِا الإسلاميِّ بالتّثبُّتِ، وخاصَّةً عندما يتعلَّقُ الأمرُ بحقٍّ من حقوقِ الآخرين، ومعَ ذلكَ لا حيطةَ ولا انتباهَ ولا تثبُّتَ! بلْ ولا عملًا بأمرِهِ سُبحانهُ: {فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات : 6]
هدانا اللهُ لأرشدِ أمرِنا.
ورحمَ شقيقتي (سكينةَ) رحمةً يرفعُ بها منزلَتَها إلى الفردوسِ الأعلى.
وصلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وسلَّمَ.
كتبتْهُ: حسَّانَةُ بنتُ محمَّدٍ ناصرِ الدّينِ الألبانيّ، بتاريخ الأحد 17 شعبان 1443للهجرة.