بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ اللهِ، وبعدُ:
• قالَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- في سورةِ "المؤمنون":
{إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109)}{فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110)}{إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111)}.
• قالَ القرطبيُّ*-رحمَهُ اللهُ- في تفسيرِهِ: "الجامع لأحكام القرآن":
"{حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي}: اشْتَغَلْتُمْ بِالِاسْتِهْزَاءِ بِهِمْ عَنْ ذِكْرِي.
{وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ}: اسْتِهْزَاءً بِهِمْ.
{إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا}: عَلَى أَذَاكُمْ، وَصَبَرُوا عَلَى طَاعَتِي..
وَيُسْتَفَادُ مِنْ هَذَا: التَّحْذِيرُ مِنَ:
السُّخْرِيَةِ وَالِاسْتِهْزَاءِ بِالضُّعَفَاءِ وَالْمَسَاكِينِ،
وَالِاحْتِقَارِ لَهُمْ،
وَالْإِزْرَاءِ عَلَيْهِمْ،
وَالِاشْتِغَالِ بِهِمْ فِيمَا لَا يُغْنِي،
وَأَنَّ ذَلِكَ مُبْعِدٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ!" اهـ مختصَرًا.
* ج6، ص: 284، ط1، 1425هـ، تحقيق : عبد الحميد هنداوي، المكتبة العصريّة، صيدا- بيروت.