تنبيهُ العلَّامةِ السّعديِّ إلى عواقبِ أُلفةِ نعمِ اللهِ

بسم الله الرحمن الرحيم

• قالَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- في سورةِ "القَصَص":

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71)}{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72)}

 

• قالَ العلّامةُ السّعديُ -رحمَهُ اللهُ- في سياقِ تفسيرهِ للآياتِ الكريمةِ:

 "وفي هذِهِ الآياتِ، تنبيهٌ إلى:

أنَّ العبدَ ينبغي لهُ أنْ يتدبَّرَ (نِعَمَ اللّهِ عليهِ)، ويتبَصَّرَ فيها!

ويقيسَها بحالِ عدمِها،

فإنَّهُ إذا وازنَ بينَ حالةِ وجودِها، وبينَ حالةِ عدمِها؛ تنبَّهَ عقلُهُ لموضعِ المنَّةِ!

بخلافِ مَنْ جرَى معَ (العوائِدِ)،

ورأى أنَّ هذا أمرٌ لمْ يزلْ مستمِرًّا، ولا يزالُ،

وعَمِيَ قلبُهُ عنِ الثَّناءِ على اللهِ بنعمِهِ،

ورؤيةِ افْتقارِهِ إليها في كلِّ وقتٍ،

فإنّ هذا لا يُحْدِثُ لهُ فكرةً؛ شكرًا، ولا ذكرًا!" اهـ‍‍‍‍‍‍*

* "تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنان"، ص: 623، ط4، 1426هـ‍‍‍‍‍،

تحقيق: عبد الرّحمن بن معلّا اللّويحق، مؤسّسة الرّسالة، بيروت.

 

الأربعاء 27 شعبان 1443هـ‍‍‍‍‍‍