معَ معاني (الصَّوم)!..




بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرَّحِيم...
معَ معاني (الصَّوم)!..

 في التعريفات" للجرجانيّ، (ص: 136):
"(الصَّوم): في اللُّغة: مطلقُ الإمساكِ.
وفي الشَّرعِ: عبارةٌ عن إمساكٍ مخصوصٍ، وهو الإمساكُ عنِ الأكلِ والشُّربِ، والنّكاح، منَ الصُّبح إلى المغربِ، معَ (النِّيَّة)" اهـ‍ بتصرّف يسير جدًّا.

• في "مقاييس اللغة"، لابن فارس، (3/ 323):
"(صَوَمَ): الصَّادُ وَالْوَاوُ وَالْمِيمُ؛ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى إِمْسَاكٍ، وَرُكُودٍ فِي مَكَانٍ!
 مِنْ ذَلِكَ: صَوْمُ الصَّائِمِ؛ هُوَ إِمْسَاكُهُ عَنْ مَطْعَمِهِ، وَمَشْرَبِهِ، وَسَائِرِ مَا مُنِعَهُ.
وَيَكُونُ الْإِمْسَاكُ عَنِ الْكَلَامِ( صَوْمًا)!
 قَالُوا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} [مريم: 26]، إِنَّهُ الْإِمْسَاكُ عَنِ الْكَلَامِ وَالصَّمْتِ!
وَأَمَّا (الرُّكُودُ)، فَيُقَالُ لِلْقَائِمِ: (صَائِمٌ)!
وَ(الصَّوْمُ): رُكُودُ الرِّيحِ!
وَ(الصَّوْمُ): اسْتِوَاءُ الشَّمْسِ انْتِصَافَ النَّهَارِ، كَأَنَّهَا رَكَدَتْ عِنْدَ تَدْوِيمِهَا.!
وَكَذَا يُقَالُ: صَامَ النَّهَارَ.
وَمَصَامُ الْفَرَسِ: مَوْقِفُهُ، وَكَذَلِكَ مَصَامَتُهُ." اهـ‍ مختصرًا.


• "الشّرح الممتع"، للعلّامةِ العثيمين -رحمهُ اللهُ-،  (6/ 298):
"(الصِّيامُ) في اللُّغةِ: مصدرُ صامَ يصومُ، ومعناهُ: أمسكَ.
ومنه قولُه تعالى: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَن صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا } [مريم: 26]،
فقوله: {صَوْمًا} أي: إمْساكًا عنِ الكلامِ!
بدليلِ قولِهِ [تعالى]: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا}
أي: إذا رأيتِ أحدًا؛ فقولي: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَن صَوْمًا}
يعني: إمساكًا عنِ الكلامِ؛ {فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا} .
ومنه قولُهُمْ: صامَتْ عليهِ الأرضُ؛ إذا أمسكتْهُ وأخفتْهُ!
وأمَّا في (الشَّرعِ): فهوَ (التَّعبُّدُ للهِ) -سبحانهُ وتعالى_ بالإمساكِ عن الأكلِ والشُّربِ، وسائرِ المفطِّراتِ، من طلوعِ الفجرِ، إلى غروبِ الشَّمسِ.
ويجبُ التَّفطُّنُ لإلحاقِ كلمةِ (التَّعبُّدِ) في التَّعريفِ؛ لأن كثيرًا من الفقهاءِ لا يذكرونَها! بل يقولون: "الإمساكُ عن المفطِّراتِ من كذا إلى كذا"..
وفي الصَّلاة يقولونَ: "هي: أقوالٌ وأفعالٌ معلومةٌ"..
ولكنْ ينبغي أن نزيدَ كلمةَ (التَّعبُّدِ)! حتى لا تكونَ مجرَّدَ حركاتٍ، أو مجرَّدِ إمساكٍ، بل تكونُ (عبادةً)!" اهـ‍

• وللعلَّامةِ العثيمين -أيضًا- في "جلسات رمضانية"،  (15/ 3) :
".. (والصِّيامُ حقيقةً، وروحًا، ومعنًى)؛ هو:
إمساكُ الإنسانِ عنِ المحرَّماتِ التي حرَّمَها اللهً -عزَّ وجلَّ- على (الصَّائمِ بخصوصِهِ)، وهي مفسداتُ الصَّومِ.
 أو على (المسلمِ عمومًا)؛ وهي جميعُ المحرَّماتِ!
 فالصوم حقيقةً، وروحًا، ومعنًى؛ هو الإمساكُ عنِ المحرَّماتِ الخاصَّةِ بالصَّومِ، أو العامَّةِ!
و(الخاصَّةُ بالصَّومِ)؛ هيَ مفسداتُ الصَّومِ؛ مثلُ الأكلِ والشُّربِ.
و(العامَّةُ)؛ هي التي تحرُمُ في كلِّ زمانٍ؛ مثلُ: الغيبةِ، والنَّميمةِ، والكذبِ، والسَّبِّ، والشَّتْمِ، وكلِّ قولٍ منكرٍ!
 ولكنَّ الإمساكَ عن الأكلِ والشُّربِ والنِّكاحِ؛ هو وسيلةٌ للإمساكِ عنِ المحرَّماتِ العامَّةِ!" اهـ‍
واللهُ تعالى أعلم.

= فلا حولَ لنا ولا قوةَ إلَّا بهِ سبحانَهُ تعالى!
إيَّاهُ نعبُدُ، وإيَّاهُ نستعينُ!
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
- - -
السّبت 16 شعبان 1435هـ‍