العلَّامةُ ربيعُ بنُ هادي المدخليِّ: "لا يميِّزُ لهمْ بين الحقِّ والباطلِ إلَّا (العلمُ)!.." من مجموع كتبهِ ورسائله وفتاويه



العلَّامةُ ربيعُ بنُ هادي المدخليِّ
وتوجيهُهُ الجامعُ السّديدُ لمعرفَةِ سبيلِ الحقِّ الرّشيدِ!

بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرَّحِيم...
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلَاةُ والسَّلامُ علىٰ خاتَمِ الأنبياءِ والمرسلين، وبعدُ:
فهذِهِ أسبابٌ مشرِقَةُ الدّلَالةِ، يبيِّنها العلامةُ :ربيعٌ بنُ هادي المدخليُّ -حفظهُ اللهُ- لمن ينشُد سبيلَ الرّشادِ؛ الذي سنُسألُ عنْهُ يومَ القيامةِ!

"السّؤال:
بعضُ الشَّبابِ في شكٍّ من أمرِهِمْ! لا يعرفونَ كيفَ يصنعونَ؟ ومَنْ يتَّبِعونَ، ولايعرِفُونَ شرَّ الفِرَقِ والأحزَاب؛  فمَا نصيحتُكمْ؟
- فأجابَ -حفظهُ اللهُ-:
لا يميِّزُ لهمْ بين الحقِّ والباطلِ إلَّا (العلمُ)!
أوَّلاً: يُخْلِصُ للهِ!
ويوطِّنُ نفسَهُ على حُبِّ الحقِّ!
 ويبحثُ عنِ الحقِّ!
ولا يتعصَّبُ لأحدٍ أبدًا؛ كائنًا من كانَ!
لا أبوهُ! ولا أخوهُ! ولا أحدٌ!
إذا عَرِفَ الحقَّ (بأدلَّتِهِ)
ووجدَ عليهِ (أئمَّةِ الإسلامِ والسَّلفِ)!
أخذّ به وعضَّ عليه بالنَّواجذِ!
وإذا عَرِفَ أنَّ هذا باطلٌ؛ ترَكَهُ ولو كانَ عليهِ آباؤهُ وأجدادُهُ وأساتذتُهُ وشيوخُهُ!
ويتركْ هَٰذا الباطلَ، ويحذِّرَ منهُ!
كما أرسلَ اللهُ جميعَ الرُّسلُ، عليهمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ-!
وأنزلَ معهمُ الكتبَ للتَّحذيرِ من الشُّرورِ والبدعِ، شرِّ الأمورِ محدثاتِها!
 إذا وَجَدَ أنَّ هَٰذا الأمرَ (شرٌّ)؛ أنَّ هَذا الأمرَ (بدعةٌ)؛ فعليهِ أن يتركَهُ للهِ ربّ العالمينَ!
 يكونُ (ولاؤُهُ للهِ)!
و(حبُّهُ في اللهِ)!
و(بغْضُهُ في اللهِ)!
يُخْلِصُ للهِ في (طلبِ العلمِ)!
و(يطلبُ العلمَ) من مصادِرهِ (الصَّافيةِ)!
وما عرِفتَ فيه من (حقِّ)؛ فعُضَّ عليهِ بالنَّواجذِ!
وما كان فيهِ من (باطلٍ)؛ تجنَّبْهُ، وفِرَّ منهُ فرارَكَ من الأسدِ، وحَذِّرْ غيرَكَ منهُ!
أضفْ إلى ذلكَ: الأخذُ من (العلماءِ الموثوقينَ)، المشهودِ لهمْ (بالسُّنّة)!" انتهىٰ.
من كتاب: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشّيخ العلامة ربيع بن هادي بن عمير المدخلي"، (14/351-352)، ط1 (1431هـ‍)، دار الإمام أحمد، مصر.

• فجزى اللهُ العلامةَ خيرَ الجزاء.
هَٰذا هو السبيلُ قدْ فُتِحَ لنا -بفضلِهِ تعالىٰ- على غيرِ مئونةٍ!
و هَٰذا الذي يصدقُ عليهِ قولُ الشّاعرِ:
فهَٰذا الحقُّ ليس بِهِ خَفَاءٌ ... فَدعْنِي مِنْ بُنيَّاتِ الطَّريقِ!
فأسألهُ تباركَ وتعالىٰ أن يجعلني والقرَّاءَ من السّالكينَ لسبيلِ الحقِّ حتّى المماتِ!.. اللهمَّ آمين.
وصلّى اللهُ على نبيِّنا محمّدٍ وعلى آلِهِ وسلمَّ.
- - -
الأربعاء 13 شعبان 1435هـ‍