قالَ تعالىٰ:
{أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}
{وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ} [الغاشية: 17- 18]
• جاءَ في "تفسير ابن
كثير"*:
"يَقُولُ تَعَالَى آمِرًا
عِبَادَهُ بِالنَّظَرِ فِي مَخْلُوقَاتِهِ الدَّالَّةِ عَلَى قُدْرَتِهِ وَعَظَمَتِهِ:
{أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى
الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)
فَإِنَّهَا خَلْقٌ عَجِيبٌ
وَتَرْكِيبُهَا غَرِيبٌ!
فَإِنَّهَا فِي غَايَةِ الْقُوَّةِ
وَالشِّدَّةِ! وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ تَلِينُ لِلْحَمْلِ الثَّقِيلِ!
وَتَنْقَادُ لِلْقَائِدِ الضَّعِيفِ!
وَتُؤْكَلُ! وَيُنْتَفَعُ
بِوَبَرِهَا! وَيُشْرَبُ لَبَنُهَا!
وَنُبِّهُوا بِذَلِكَ لِأَنَّ
الْعَرَبَ غَالِبُ دَوَابِّهِمْ كَانَتِ الْإِبِلُ!
وَكَانَ شُرَيْحٌ الْقَاضِي يَقُولُ:
(اخْرُجُوا بِنَا حَتَّى نَنْظُرَ
إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ! وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ)!
أَيْ كَيْفَ رَفَعَهَا -اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ- عَنِ الْأَرْضِ هَذَا الرَّفْعَ الْعَظِيمَ!.." اهـ
* (8/ 378)، ط1 (1419هـ)،
دار الكتب العلميّة.
• وفي "تفسير البغويّ"*:
"..وَسُئِلَ الْحَسَنُ
عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ، وَقِيلَ لَهُ:
الْفِيلُ أَعْظَمُ فِي الْأُعْجُوبَةِ؟
فَقَالَ: أَمَّا الْفِيلُ
فَالْعَرَبُ بَعِيدَةُ الْعَهْدِ بِهَا.
ثُمَّ هُوَ [لَا خَيْرَ فِيهِ]
لَا يُرْكَبُ ظَهْرُهَا! وَلَا
يُؤْكَلُ لَحْمُهَا! وَلَا يُحْلَبُ دَرُّهَا!
وَالْإِبِلُ أَعَزُّ مَالٍ لِلْعَرَبِ وَأَنْفَسُهَا!
تَأْكُلُ النَّوَى وَالْقَتَّ، وَتُخْرِجُ اللَّبَنَ!" اهـ
تَأْكُلُ النَّوَى وَالْقَتَّ، وَتُخْرِجُ اللَّبَنَ!" اهـ
* (8/ 410)، ط4 (1417هـ)، دار طيبة.
- - -
الخميس 7 شعبان 1435هـ