سَوَّادُ بْنُ غَزِيَّةَ! وقصَّتُهُ البليغةُ معَ النّبيِّ عليهِ الصّلَاةُ والسّلَامُ...



(سَوَّادُ بْنُ غَزِيَّةَ)! رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
وقصَّتُهُ البليغةُ معَ النّبيِّ عليهِ الصّلَاةُ والسّلَامُ...

بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرّحيم...
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصّلَاةُ والسّلَام علىٰ خاتَمِ الأنبياءِ والمرسلينَ، وبعدُ..
فهَٰذهِ قصَّةٌ ساقَها ابن هشامٍ في كتابهِ "السّيرةِ النّبويّة" (2/626)، وصحَّحها الوالدُ -رحمَهُ اللهُ تعالىٰ- في "سلسلته الصّحيحة"، الحديث رقم (2835)، قائلًا عنْ إسنَادِها: "وهَٰذا إسنادٌ حسنٌ إن شاءَ اللهُ تعالىٰ.." اهـ‍.
 فلْنستنشقْ عبيرَ كلماتِها التي تفوحُ بعبَقِ محبَّةِ الصّحابةِ -رضوانُ اللهِ عليهمْ جميعًا- لنبيِّنَا عليهِ الصّلَاةُ والسّلَام!

- قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ:
وَحَدَّثَنِي حِبَّانُ بْنُ وَاسِعِ بْنِ حِبَّانَ عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ:
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَدَّلَ صُفُوفَ أَصْحَابِهِ يَوْمَ بَدْرٍ
وَفِي يَدِهِ قِدْحٌ يُعَدِّلُ بِهِ الْقَوْمَ
فَمَرَّ بِسَوَادِ بْنِ غَزِيَّةَ -حَلِيفِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ- وَهُوَ مُسْتَنْتِلٌ مِنْ الصَّفِّ
فَطُعِنَ فِي بَطْنِهِ بِالْقِدْحِ! وَقَالَ:
((اسْتَوِ يَا سَوَّادُ))!
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَوْجَعْتنِي وَقَدْ بَعَثَكَ اللهُ بِالْحَقِّ وَالْعَدْلِ! فَأَقِدْنِي!
قالَ: فَكَشَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَطْنِهِ! وَقَالَ: ((اسْتَقِدْ))!
قَالَ: فَاعْتَنَقَهُ، فَقَبَّلَ بَطْنَهُ!
فَقَالَ: ((مَا حَمَلَكَ عَلَى هَٰذَا يَا سَوَّادُ؟!))
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! حَضَرَ مَا تَرَىٰ
فَأَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ آخِرُ الْعَهْدِ بِكَ أَنْ يَمَسَّ جِلْدِي جِلْدَكَ!!
فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْرِ.
وَقَالَهُ لَهُ.

معنىٰ:
"* مُسْتَنْتِلٌ: متقدِّم.
* بِالْقِدْحِ: بالسّهمِ.
* فَأَقِدْنِي: اقتصَّ لي من نفسِكَ". اهـ‍
من "سيرة ابن هشام"، الحاشية.
~ ~ ~
الجمعة: 3/ صفر/ 1435هـ‍