شاعرُ السُّنّةِ: حسّانُ بنِ ثابتٍ، رضيَ اللهُ عَنْهُ... قالَ لهُ عليه الصلاةُ والسّلام: ((إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ، مَا نَافَحْتَ عَنِ اللهِ وَرَسُولِهِ))!



شاعرُ السُّنّةِ: (حسّانُ بنُ ثابتٍ)، رضيَ اللهُ عَنْهُ:

"فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي ... لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ"!

بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرّحيم...
جاءَ في "صحيح مسلم"، كتابُ فضائلِ الصّحابةِ، بابُ فضائلِ حسّانَ بنِ ثابتٍ رضيَ اللهُ عنهُ، الحديث رقم 157 - (2490):
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: 
((اهْجُوا قُرَيْشًا! فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقٍ بِالنَّبْلِ))!
فَأَرْسَلَ إِلَىٰ ابْنِ رَوَاحَةَ، فَقَالَ:
((اهْجُهُمْ))!
فَهَجَاهُمْ، فَلَمْ يُرْضِ.
فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ
ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ حَسَّانُ:
قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَىٰ هَذَا الْأَسَدِ (1) الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ!
ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ، فَقَالَ:
وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ! لَأَفْرِيَنَّهُمْ بِلِسَانِي فَرْيَ الْأَدِيمِ!
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((لَا تَعْجَلْ! فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا، وَإِنَّ لِي فِيهِمْ نَسَبًا، حَتَّى يُلَخِّصَ لَكَ نَسَبِي)).
فَأَتَاهُ حَسَّانُ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللهِ! قَدْ لَخَّصَ لِي نَسَبَكَ
وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ! لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ الْعَجِينِ!
قَالَتْ عَائِشَةُ:
فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ لِحَسَّانَ:
((إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ، مَا نَافَحْتَ عَنِ اللهِ وَرَسُولِهِ))!
وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((هَجَاهُمْ حَسَّانُ، فَشَفَىٰ وَاشْتَفَىٰ))!
قَالَ حَسَّانُ:
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْـــــــــــــــهُ ... وَعِنْـــــــــــــــــــــــــــــدَ اللهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ!
هَجَـوْتَ مُحَمَّدًا بَـــــــــــــرًّا حَنِيفًا (1) ... رَسُولَ اللهِ شِيمَتُهُ الْـــــــــــــــــــــــــــوَفَاءُ!
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِــــــــــــــــــــــــــــدَهُ وَعِرْضِــــــي ... لِعِـــــــــــــــــــــــــرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ!
ثَكِلْـــــــــــــــــــــتُ بُنَيَّتِي إِنْ لَمْ تَــــــرَوْهَا ... تُثِيرُ النَّقْعَ مِـــــــــــــنْ كَنَفَيْ كَدَاءُ!
يُبَارِيــــــــــــــــــــــــنَ الْأَعِنَّةَ مُصْعِــــــدَاتٍ ... عَلَـــــــــىٰ أَكْتَافِهَا الْأَسَلُ الظِّمَاءُ!
تَظَــــــــــــــــلُّ جِيَــــــــــــــــــــادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ ... تُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمُـــــــــــــــــــــــــــــرِ النِّسَاءُ!
فَإِنْ أَعْرَضْتُمُو عَنَّـــــــــــــــــــا اعْتَمَرْنَا ... وَكَـــــانَ الْفَتْحُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ!
وَإِلَّا فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ يَــــــــــــــــــــوْمٍ ... يُعِــــــــــــــــــــــــــــــــــــزُّ اللهُ فِيهِ مَــــــــــنْ يَشَاءُ!
وَقَــــــــــــالَ اللهُ: قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْدًا ... يَقُـــــــــــــــــــــــولُ الْحَقَّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءُ!
وَقَـــــــــــالَ اللهُ: قَدْ يَسَّرْتُ جُنْدًا ... هُــــــــــــــــمُ الْأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ!
لَنَا فِي كُـــــــــــــــــــــــــلِّ يَوْمٍ مِنْ مَعَدٍّ ... سِبَـــــــــــــــــــــــــــــــابٌ أَوْ قِتَالٌ أَوْ هِجَاءُ!
فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللهِ مِنْكُمْ ... وَيَمْدَحُــــــــــــــــــــــــهُ وَيَنْصُرُهُ سَـــــــــــــــــــــــوَاءُ!
وَجِبْرِيـــــــــــــــــــــــــــــلٌ رَسُولُ اللهِ فِينَا ... وَرُوحُ الْقُـــــــــــــــــــــــدُسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ!

- جاءَ في: "شرح النّووي علىٰ مسلمٍ":
 "(1): شبَّهَ الصّحابيُّ الجليلُ (حسّانُ بنُ ثابتٍ)، رضيَ اللهُ عنهُ، نفسَهُ بـ (الأسدِ)، ولسانَهُ بـ (ذَنَبهِ)، فإذا اغتلظَ ضربَ بذَنَبِهِ جَنبَيْهِ.
  (2): (حنيفًا) في كثيرٍ منَ النُّسخ، وفي بعضِها (تقيًّا)" انتهىٰ. بتصرّفٍ واختصارٍ.
 (ص: 1508). ط: بيت الأفكار الدّوليّة.
~ ~ ~
الأربعاء: 22/ صفر/ 1435هـ‍