"فَالْقُرْآنُ كُلُّهُ فِي التَّوْحِيدِ"!...للإمام ابن القيّم في كتابه: مدارج السالكين



"فَالْقُرْآنُ كُلُّهُ فِي (التَّوْحِيدِ)"!...
بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرّحيم...
من "مدارج السّالكين بين منازل إيّاك نعبد وإيّاك نستعين"*؛ للإمامِ ابنِ القيّمِ -رحمهُ اللهُ-:
"فَالْقُرْآنُ كُلُّهُ فِي (التَّوْحِيدِ) وَحُقُوقِهِ وَجَزَائِهِ!
وَفِي شَأْنِ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ وَجَزَائِهِمْ!
- فَـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ} تَوْحِيدٌ!
- {رَبِّ الْعَالَمِينَ} تَوْحِيدٌ!
- {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} تَوْحِيدٌ!
- {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} تَوْحِيدٌ!
- {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} تَوْحِيدٌ!
- {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} تَوْحِيدٌ!
- {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}  تَوْحِيدٌ مُتَضَمِّنٌ لِسُؤَالِ الْهِدَايَةِ إِلَى طَرِيقِ أَهْلِ (التَّوْحِيدِ) الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ!
- {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} الَّذِينَ فَارَقُوا (التَّوْحِيدَ)!
وَلِذَلِكَ شَهِدَ اللَّهُ لِنَفْسِهِ بِهَذَا (التَّوْحِيدِ)!
وَشَهِدَ لَهُ بِهِ مَلَائِكَتُهُ، وَأَنْبِيَاؤُهُ وَرُسُلُهُ!
قَالَ: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[آل عمران: 18]
فَتَضَمَّنَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ:
- إِثْبَاتَ (حَقِيقَةِ التَّوْحِيدِ)!
- وَالرَّدَّ عَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الطَّوَائِفِ، وَالشَّهَادَةَ بِبُطْلَانِ أَقْوَالِهِمْ وَمَذَاهِبِهِمْ!
وَهَذَا إِنَّمَا يَتَبَيَّنُ بَعْدَ فَهْمِ الْآيَةِ بِبَيَانِ مَا تَضَمَّنَتْهُ مِنَ الْمَعَارِفِ الْإِلَهِيَّةِ، وَالْحَقَائِقِ الْإِيمَانِيَّةِ...." اهـ‍
*(3/ 418)، ط3، دار الكتاب العربيّ، بيروت.
~ ~ ~
الإثنين: 27/صفر/ 1435هـ‍