(أَيْنَ اللهُ؟)

 بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم

في "صحيح مسلم"، كتابُ المساجدِ ومواضعِ الصَّلاة، (537)، من حديثِ  مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، حيث قالَ:

وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالجَوَّانِيَّةِ،

فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ؛ فَإِذَا الذِّيْبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا،

وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ، آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ، لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً!

فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ،

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَفَلَا أُعْتِقُهَا؟

قَالَ: ((ائْتِنِي بِهَا)).

فَأَتَيْتُهُ بِهَا،

فَقَالَ لَهَا: ((أَيْنَ اللهُ؟))

قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ،

قَالَ: ((مَنْ أَنَا؟))

قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ،

قَالَ: ((أَعْتِقْهَا؛ فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ))!

 

• قالَ الحافظُ الذّهبيُّ -رحمَهُ اللهُ- تحتَ نحوِ هذا الحَديثِ*:
"هَذَا حَدِيثٌ صحيحٌ، أخرجَهُ مُسلمٌ وأبو داودَ والنَّسائيُّ، وغيرُ واحدٍ منَ الأئمَّةِ في تصانيفِهِمْ،

يُمِرُّونَهُ كما جاءَ، ولا يتعرَّضُونَ لهُ بتأويلٍ ولا تحريفٍ.

وهكَذا رَأَيْنا كلَّ منْ يُسْأَلُ: "أيْنَ اللهَ؟" يُبادِرُ بفطرتِهِ، ويقولُ: "في السَّماءِ".

ففِي الخَبرِ مسألتانِ:

- إحدَاهُما: شَرْعيَّةُ قولِ المسلمِ: "أينَ اللهُ؟"

- وثانيهُما: قولُ المسؤولِ: "في السَّماءِ".

فمنْ أنْكَرَ هاتَيْنِ المسألتَيْنِ؛ فإنَّما يُنْكِرُ عَلَى المصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ!" اهـ‍

* في "مختصر العلوّ" اختصار وتحقيق الوالدِ رحمةُ اللهِ عليه، ص: 81، ط1، 1401هـ‍‍‍‍‍‍، المكتب الإسلامي، دمشق، بيروت .