مناسبة تخصيص خاتمة آية سورة إبراهيم بـ: لظلوم كفار، وآية سورة النحل بـ: لغفور رحيم

 بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على خاتَم الأنبياء والمرسلين، وبعدُ:

- فائدة للحفّاظ:

• قالَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- في سورةِ "إبراهيم":

{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)}

وفي سورةِ "النّحل":

{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (18)}

 

• جاء في كتابِ "البرهان في علوم القرآن"* للزّركشي:

 "- مَا الحِكْمَةُ فِي تخْصِيصِ آيةِ "النَّحل" بوصْفِ (الـمُنْعِم)

وَآيَةِ "إِبْرَاهِيمَ" بِوَصْفِ (الـمُنْعَمِ عَلَيْهِ)؟

- وَالجَوَابُ:

 أَنَّ سِيَاقَ الآيةِ فِي "سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ" فِي (وَصْفِ الْإِنْسَانِ)، وَمَا جُبِلَ عَلَيْهِ؛

فَنَاسَبَ ذِكْرُ ذَلِكَ عُقَيْبَ أَوْصَافِهِ.

وَأَمَّا آيَةُ "النَّحْلِ"؛ فَسِيقَتْ فِي (وَصْفِ اللَّهِ تَعَالَى)

وَإِثْبَاتِ أُلُوهِيَّتِهِ، وَتَحْقِيقِ صِفَاتِهِ؛

فَنَاسَبَ ذِكْرَ وَصْفِهِ -سُبْحَانَهُ-

فَتَأَمَّلْ! هَذِهِ التَّرَاكِيبَ مَا أَرْقَاهَا فِي دَرَجَةِ الْبَلَاغَةِ!" انتهى.

والله تعالى أعلمُ.

*ج1، ص: 86، تحقيق: محمّد أبو الفضل إبراهيم، دار التّراث، القاهرة.