بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلام على رسولِ اللهِ، وبعدُ:
• قالَ اللهُ -عزَّ وجلَّ-:
{يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9)} [البقرة]
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ (142)} [النّساء].
• في كتاب: "النّشر في القراءات العشر"، ج 2، ص:207، يُبيِّنُ لنا الإمامُ ابنُ الجزريِّ -رحمَهُ اللهُ- كيفَ قرأ القرّاءُ العشرةُ:
- {يُخَادِعُونَ}
- {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ}
• فأُوردُ كلامَهُ معَ شيءٍ منَ التّصرُّفِ، -وعلى منْ تعوَّدَ على قراءةِ (حفص) أنْ ينتَبهَ-:
"اخْتَلَفُوا فِي الموضعِ الثّاني:
- فَقَرَأَ نَافِعٌ، وَابْنُ كَثِيرٍ، وَأَبُو عَمْرٍو بِـ:
ضَمِّ اليَاءِ، وَأَلِفٍ بَعْدَ الخَاءِ، وَكَسْرِ الدَّالِ: {وَمَا يُخَادِعُونَ إِلَّا}
- وقَرَأَ البَاقُونَ بِـ:
فَتْحِ الياءِ، وَسُكُونِ الخَاءِ، وَفَتْحِ الدَّالِ، مِنْ غَيرِ أَلِفٍ: {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا}.
وَاتَّفَقُوا على قِرَاءَةِ الحَرْفِ الأَوَّلِ -هُنَا- {يُخَادِعُونَ}، وَفِي النِّسَاءِ كَذَلِكَ؛ كَرَاهِيَةَ التَّصْرِيحِ بِهَذَا الفِعْلِ القَبِيحِ أنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى؛ فَأَخْرَجَ المُفَاعَلَةَ لِذَلِكَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ" اهـ
• الخلاصة:
- الموضعُ الأوّل في الآية (9) من سورةِ البقرةِ؛ اتّفقوا فيه، بينما الثّاني في الآية نفسِها؛ اخْتلفُوا فيه:
فـبعضُ القرّاءِ قرأ:
{يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9)} [البقرة ]
- وبعضُهمْ:
{يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخَادِعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9)} [البقرة ].
- وفي سورةِ النّساءِ -التي قصدَها الإمامُ ابنُ الجزريِّ-:
فالجميعُ متّفقٌ على قراءةِ:
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} (142).
واللهُ تعالى أعلم.
كتبتْهُ:حسّانة بنتُ محمّدٍ ناصرِ الدّينِ الألبانيّ
الأحد 15 جمادى الأولى 1443هـ