أَصْلُ
كَلِمَةِ (آل)
بسم اللهِ الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ، والصَّلَاةُ والسَّلَامُ
عَلَى رَسُولِ اللهِ، وبعدُ:
فَقَدْ مرَّتْ كَلِمَةُ (آل) في عِدَّةِ
مواضِعَ مِنَ (القُرآنِ الكريم)، منها قولُهُ تَبَارَكَ وتَعَالى:
{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً
وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمْرَان : 33].
• وقدْ بيَّنَ أصْلَها، الإمامُ الشَّاطبيُّ -رحمَهُ اللهُ- في
مَتْنِهِ: (حِرزُ الأمَاني ووجْهُ التَّهانيّ في القِرَاءاتِ السَّبع)*:
126 - وَإِظْهَارُ قَوْمٍ آلَ لُوطٍ
لِكَوْنِهِ ... قَلِيلَ حُرُوفٍ رَدَّه مَنْ تَنَبَّلاَ
ثُمَّ قَالَ في البيت:
128 - فَإِبْدَالُهُ مِنْ هَمْزَةٍ
هَاءٌ أصْلُهَا ... وَقَدْ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: مِنْ وَاوٍ ابْدِلاَ*
* (ص: 11)، ط 6 (1433هـ)، دار ابن
الجزريّ، المدينة النّبويّة.
• وشَرَحَ الشَّيخُ: عبدُ الفتَّاحِ القَاضِي -رحمَهُ اللهُ- في
كِتَابِهِ: "الوَافي في شَرح الشَّاطبيَّة في القِراءَات السَّبع"*
البيتَ رقْم (128) قَائلًا:
"المعنى: هذَا بيانٌ لأصْلِ
كَلمةَ (آل) ومَا طَرأَ عَليها مِنْ تَغْييرٍ، وقَدْ أوْرَدَ النَّاظِمُ في
أصْلِها مذْهَبينِ:
- الأوَّلُ: مذهَبُ سِيبويهَ: وهوَ
أنَّ أصْلَها: (أهْل)؛ بهاءٍ ساكنَةٍ، فأُبدِلَتِ الهاءُ (همزةً ساكنةً)، ثمَّ
أُبدِلَتِ الهمزةُ (ألِفًا)، بناءً على ما تقرَّرَ من أنَّهُ إذا اجتمعَتْ
همزَتانِ وثانيهُما ساكنةٌ؛ فإنَّ الثَّانيةَ تُبْدَلُ حرْفَ مدٍّ مِنْ جنْسِ
حركَةِ ما قبْلَها.
- والثَّاني: مذهبُ أبي الحسنِ بنِ
شنْبوذ: وهوَ الذي عَبَّرَّ عنهُ النَّاظِمُ بـ "بَعْضُ النَّاسِ"
وهُوَ: أنَّ أصلَها (أوَل) بفتَحِ الوَاوِ -كما في لفظَةِ: (قَال)-؛ فلمَّا
تحرَّكتِ الوَاوُ، وانفتَحَ مَا قبْلَها؛ قُلِبتْ (ألفًا)" اهـ.
* (ص: 57)، ط 4 (1412هـ)، مكتبة
السَّواديّ.
• وتَقْريبًا لأفْهَامِنا، أُلَخِّصُ
مَا ذَكرَهُ الشَّاطِبيُّ وَالقَاضِي -رَحِمَهُما اللهُ تَعَالى- وفْقَ التَّالي:
أصْلُ كَلِمَةِ (آل)، عَلَى
مَذْهَبَين:
1) مَذْهَبُ سِيبَويهَ: أَهْل ------> أَأْل
------> ءَال
2) مَذْهَبُ ابنِ
شنْبُوذَ:
أَوَل ------> ءَال.
واللهُ تَعَالى أعْلَم.
الخميس 23 جمادى الأولَى 1437هـ