الحَنِينُ إِلَى السَّلَفِ الصَّالِحِ!.. أثرٌ عنِ الحسَنِ البصْريِّ، رحمَهُ اللهُ



بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرَّحِيم...
الحَنِينُ إِلَى السَّلَفِ الصَّالِحِ!

 عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:
«لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَدْرَكَ (السَّلَفَ الْأَوَّلَ)، ثُمَّ بُعِثَ الْيَوْمَ؛ مَا عَرَفَ مِنَ (الْإِسْلَامِ) شَيْئًا!!
قَالَ: وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى خَدِّهِ، ثُمَّ قَالَ: إِلَّا هَذِهِ الصَّلَاةَ!
 ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ! مَا ذَلِكَ لِمَنْ عَاشَ فِي هَذِهِ النَّكْرَاءِ
وَلَمْ يُدْرِكْ هَذَا السَّلَفَ الصَّالِحَ
فَرَأَى مُبْتَدِعًا يَدْعُو إِلَى بِدْعَتِهِ
وَرَأَى صَاحِبَ دُنْيَا يَدْعُو إِلَى دُنْيَاهُ
 فَعَصَمَهُ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ!!
 وَجَعَلَ (قَلْبَهُ يَحِنُّ) إِلَى ذَلِكَ (السَّلَفِ الصَّالِحِ)!
يَسْأَلُ عَنْ سَبِيلِهِمْ!
وَيَقْتَصُّ آثَارَهُمْ!
وَيَتَّبِعُ سَبِيلَهُمْ!
لِيُعَوِّضَ أَجْرًا عَظِيمًا
فَكَذَلِكَ فَكُونُوا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ» اهـ‍
من كتاب: "البدع"، لابن وضَّاح، (2/129)، ط1 (1416هـ‍)، مكتبةُ العِلْم، جدَّة.
وللأثرِ  لفظ آخر في "الاعتصام"، و"رسائل ابن رجب".

ألَا وإنَّ (الحَنينَ إلى سلَفِنا الصَّالِحِ)، والذي أفصَحَ عنهُ (الحسنُ البصريُّ) رحِمَهُ الله، يُذَكِّرُنا بقولِ الشَّاعرِ:
وَتَشْتَاقُهُمْ عَيْنِي وَهُمْ فِي سَوَادِهَا . . .  وَيَشْتَاقُهُمْ قَلْبِي وَهُمْ بَيْنَ أَضْلُعِي!

ويُنبِّهُنا إلى أنَّ (الحَنينَ والشَّوقَ إلى السَّلَفِ الأوَّلِ)، لا يقفُ عندَ حُدودِ العَواطِفِ! بل (حنينٌ) مقرونٌ بالسُّؤالِ عنْ سبيلِهِمْ، واقتِفاءِ آثارِهِم، والعَملِ بهَدْيِهِمْ!
فاللهمَّ! هُدَاكَ وعونَكَ وتوفيقَكَ...
وصلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وسلَّمَ.
كتبَتْهُ: حسَّانَة
الأربعاء 14 جمادى الثَّانية 1437هـ‍