بسمِ اللهِ الرّحمٰنِ الرّحيمِ...
مَاذَا قَالَ الإمامُ ابنُ القَيِّمِ عَنِ مُنْكِرِ (صِفَةِ
الكَلامِ) للهِ -عَزَّ وَجَلَّ-؟
• قَالَ الإمامُ ابنُ القيِّمِ -رحمهُ اللهُ-، في "مدارج
السَّالكين":
"- ...وَمِنْ هَٰهُنَا قَالَ السَّلَفُ:
مَنْ أَنْكَرَ كَوْنَ اللَّهِ (مُتَكَلِمًا)؛ فَقَدْ أَنْكَرَ (رِسَالَةَ
الرُّسُلِ كُلِّهِمْ)!
لِأَنَّ حَقِيقَتَهَا: تَبْلِيغُ كَلَامِهِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ
إِلَى عِبَادِهِ!
فَإِذَا انْتَفَى كَلَامُهُ؛ انْتَفَتِ الرِّسَالَةُ!
- وَقَالَ تَعَالَى -فِي سُورَةِ "طه" عَنِ السَّامِرِيِّ-:
{فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا
إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ
قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} [طه: 88]
وَ(رَجْعُ الْقَوْلِ): هُوَ التَّكَلُّمُ وَالتَّكْلِيمُ!
- وَقَالَ تَعَالَى:
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا
يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا
يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى
صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل: 76]
فَجَعَلَ (نَفْيَ صِفَةِ الْكَلَامِ) مُوجِبًا لِـ(بُطْلَانِ
الْإِلَهِيَّةِ)!!
وَهَذَا أَمْرٌ مَعْلُومٌ بِالْفِطَرِ!
وَالْعُقُولِ السَّلِيمَةِ!
وَالْكُتُبِ السَّمَاوِيَّةِ!
أَنَّ فَاقِدَ صِفَاتِ الْكَمَالِ؛ لَا يَكُونُ إلَهًا!
وَلَا مُدَبِّرًا!
وَلَا رَبًّا!
بَلْ هُوَ مَذْمُومٌ، مَعِيبٌ نَاقِصٌ!...." انتهى.
(1/ 78-79)، ط2 (1429هـ)، دار طيبة.
- - -
الأحد
4 ذو الحجّة 1435هـ