بسمِ اللهِ الرّحمٰنِ الرّحيمِ...
كَيفَ أَذَّنَ إبراهيمُ -عليهِ السَّلامُ-
بالحَجِّ؟
• قالَ تعالى في سورةِ (الحجِّ):
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} الآية:
27.
• معْنى {وأَذِّنْ}:
- [تفسير الطّبريّ]:
" أَعْلِمْ ونَادِ فِي النَّاسِ
أنْ حُجُّوا أيُّهَا النَّاسُ! بيتَ اللهِ الحَرامِ"اهـ
- [تفسير السّعديّ]:
"أعْلِمْهُمْ بِهِ! وادْعُهُمْ
إلَيهِ، وبلِّغْ دَانِيَهُمْ وقَاصِيَهُمْ، فرْضَهَ وفضِيلَتَهُ؛ فَإِنَّكَ إذَا
دعوتَهُمْ، أتَوكَ حُجَّاجًا وعُمَّارًا!.." اهـ
• مختَصَرُ أقوالِ السّلَفِ في
كيفيَّةِ تأْذينِ إبراهيمَ عليهِ السَّلام- بالحجِّ:
- جاءَ في [ تفسير ابن كثير]:
"وَقَوْلُهُ: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ
بِالْحَجِّ}؛ أَيْ: نَادِ فِي النَّاسِ دَاعِيًا لَهُمُ إِلَى الْحَجِّ إِلَى هَذَا
الْبَيْتِ الَّذِي أَمَرْنَاكَ بِبِنَائِهِ.
فَذُكِرَ أَنَّهُ قَالَ:
- يَا رَبِّ، وَكَيْفَ أُبْلِغُ النَّاسَ
وَصَوْتِي لَا يَنْفُذُهُمْ؟ فَقِيلَ: نَادِ وَعَلَيْنَا الْبَلَاغُ.
فَقَامَ عَلَى مَقَامِهِ.
- وَقِيلَ: عَلَى الْحَجَرِ.
- وَقِيلَ: عَلَى الصَّفَا.
- وَقِيلَ: عَلَى أَبِي قُبَيس، وَقَالَ:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنْ رَبَّكُمْ قَدِ اتَّخَذَ بَيْتًا؛ فَحُجُّوهُ!
فَيُقَالُ: إِنَّ الْجِبَالَ تَوَاضَعَتْ حَتَّى
بَلَغَ الصَّوْتُ أَرْجَاءَ الْأَرْضِ! وأسمَعَ مَن فِي الْأَرْحَامِ وَالْأَصْلَابِ،
وَأَجَابَهُ كُلُّ شَيْءٍ سَمِعَهُ مِنْ حَجَر ومَدَر وَشَجَرٍ، وَمَنْ كَتَبَ اللَّهُ
أَنَّهُ يَحُجُّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ!.
هَذَا مَضْمُونُ مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَير، وَغَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ
السَّلَفِ! وَاللَّهُ أَعْلَمُ" اهـ
- وقد بسطَ تلكَ الأقوالَ الإمامُ الطّبريُّ
-رحمَهُ اللهُ- في تفسيرِهِ، مقدِّمًا بقولِهِ:
"وذُكِرَ أنَّ إبراهِيمَ -صَلَواتُ
اللهِ عليهِ- لـمَّا أمرَهُ اللهُ بالتَّأذينِ بِالحَجِّ، قامَ على مَقامِهِ فنَادَى:
يا أيُّها النَّاسُ! إِنَّ اللهَ كتبَ عليكُمُ الحَّجَّ فحُجُّوا بيتَهُ العتيقَ. وقَدِ
اخْتُلفِ في صِفَةِ تَأْذِينِ إبرَاهِيمَ بذلِكَ..."اهـ
ثمَّ سردَ الأقوالَ التي اختصرَها
الإمامُ ابنِ كثيرٍ-رحمَهُمُ اللهُ-، فمن رامَ المزيدَ فثَمَّ.
واللهُ تعالى أعلم.
- - -
السّبت 25 ذو القعدة 1435هـ