بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم...
(مُغْلَقٌ لِلصَّلاةِ)!...
الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ اللهِ، وبعدُ:
• قالَ ربُّنا تبارك وتعالى:
{إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً}
[النساء : 103]
• وقالَ اللهُ عز وجلَّ::
{فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا
مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة
: 10]
• وقالَ جلَّ جلالُهُ:
{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المؤمنون : 9]
• عَنْ أَنَسٍ رضيَ الله
عنْهُ قَالَ:
كَانَ آخِرُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَهُوَ يُغَرْغِرُ بِهَا فِي صدْرِهِ وما كانَ
يَفِيصُ بِهَا لسانُهُ ـ:
((الصَّلَاةَ!
الصَّلَاةَ! اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أيمانكم))! !
صحّحهُ الوالدُ رحمهُ الله-. يُنظر:
"التّعليقات الحسان على صحيح ابن حبّان"، (6571).
• عنِ الْأَسْوَدِ قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟
قَالَتْ: (كَانَ يَكُونُ
فِي مَهْنَةِ أَهْلِهِ -تَعْنِي خدمَةَ أَهْلِهِ- ،فَإِذا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ
إِلَى الصَّلَاة.)!
صحيح البُخَارِيّ.
وفي روايةٍ: (فَإِذا حَضَرَتِ
الصَّلَاةُ؛ قَامَ فصلَّى)!
صحَّحها الوالدُ رحمهُ اللهُ-. "سنن
التّرمذيّ"، (2489).
• عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ:
مَا جَاءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ؛
إِلَّا وَأَنَا إِلَيْهَا بِالْأَشْوَاقِ!
وَمَا دَخَلَ وَقْتُ صَلَاةٍ
قَطُّ؛ إِلَّا وَأَنَا لَهَا مُسْتَعِدٌّ! "!
"الزّهد لأحمد بن حنبل"، (ص: 165)، ط (142-هـ)، دار الكتب
العلمية، بيروت - لبنان.
• لا شيءَ من حُطامِ الدّنيا يستحقُّ أن يؤخِّرَنا عن لقاءِ (اللهِ)!
أو يشغَلَنا عنِ المسارعةِ إلى الوقوفِ بين يدَي (ملكِ الملوكِ)!
أو نتلهَّى عن مراقبةِ
وُقُوتِ أداءِ فريضةٍ كتَبها علينا (الرّحمن الرّحيمُ)!
فما أجدرَ أن نُسهرَ لها قلوبَنا!
ونُجنِّدَ لها أنفَاسنَا وأنفُسَنَا!
• فالدُّكانُ (مُغلقٌ للصّلاةِ)!
البيعُ (مُغلقٌ للصّلاةِ)!
الشّراءُ (مُغلقٌ للصّلاةِ)!
العملُ (مُغلقٌ للصّلاةِ)!
الكتابُ (مُغلقٌ للصّلاةِ)!
الهاتفُ (مُغلقٌ للصّلاةِ)!
الحاسوبُ (مُغلقٌ للصّلاةِ)!
المحادثاتُ (مُغلقٌ للصّلاةِ)!
حديثُ النّفسِ (مُغلقٌ للصّلاةِ)!
الطُّرُقاتُ هدأتْ (لأجلِ الصَّلاةِ)!
المدينةُ سكَنَتْ (لأجلِ الصَّلاةِ)!
أمَّا (القلوبُ)؛ فثمَّ ملأى بالشّوقِ (للصّلاةِ)!
• هذا المؤذِّنُ ينادِي:
"حيَّ على الصّلاةِ"!.. "حيَّ على الصّلاةِ"!
"حيَّ على الفلاحِ"!.. "حيَّ على الفلاحِ"!
• فليتَ شعري!
أينَ المتيقِّظونَ المنتظرُونَ لوقتِ الصَّلاةِ!
وأينَ التّاركونَ لما في أيديهمْ لأجلِ الصَّلاةِ!
وأينَ السَّابقونَ لأداءِ الصَّلاةِ!
وأينَ المُذكِّرونَ بِأوقاتِ الصَّلاةِ!
بل! أينَ الموَقِّرونَ المعظِّمونَ للصَّلاةِ!
• قالَ تعالى:
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}
[الحج : 32]
- وقال عزّ وجلَّ:
{رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ
وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ
وَالْأَبْصَارُ} [النور : 37]
- وقالَ جلَّ شأنُهُ:
{أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}
[المؤمنون : 61]
• قالَ العلَّامةُ السعديُّ في تفسيره: "تيسير الكريم الرَّحمن":
"{أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} أي: في ميدانِ التَّسارعِ
في أفعالِ الخيرِ!
همُّهمْ ما يقرِّبهمْ إلى اللهِ! وإرادتُهم مصروفةٌ فيما ينجِّي من عذابِهِ!
فكلُّ خيرٍ سمعُوا بهِ، أو سنحَتْ لهمُ الفرصَةُ إليهِ؛ انتهزُوهُ وبادرُوهُ!
قدْ نَظَرُوا إلى أولياءِ اللهِ وأصفيائِهِ: (أمامَهُمْ، ويُمنًةً، ويُسرةً)
يُسارعونَ في كلِّ خيرٍ! وينافسونَ في الزُّلْفَى عند ربِّهمْ، فنافسُوهُمْ!
ولما كانَ (السَّابقُ لغيرِهِ المسارعُ) قدْ يسبِقُ لجدِّهِ وتشميرِهِ،
وقدْ لا يسبِقُ لتقصيرِهِ؛ أخبرَ تَعالى أنَّ هؤلاءِ من القسمِ: (السَّابقينَ)؛ فقالَ:
{وَهُمْ لَهَا}؛ أيْ: للخيراتِ {سَابِقُونَ}!
قد بلغُوا ذروتَها! وتبارَوْا هُمْ والرَّعيل الأوَّل!
ومعَ هَذا، قدْ سبقتْ لهُمْ منَ اللهِ سابقةُ (السَّعادةِ)؛ أنَّهم (سابقونَ)!"
اهـ
• نرجوهُ تعالى باسمهِ الأعظمِ أن يجعلَنا من المحافظينَ على (الصَّلاةِ)
في أوقاتِها، والسّابقينَ إليها، والمعظّمينَ لها!
اللهمَّ آمين.
وصلَّى الله على نبيِّنا محمّدٍ وعلى آلِهِ وسلَّمَ.
كتبتْهُ: حسّانة بنت محمّد ناصر الدّين الألبانيّ.
الأربعاء 8 ذو القعدة 1435هـ