بسم الله الرحمن الرحيم
• قالَ والدِي -رحمةُ اللهِ عليه- في كتابِهِ "مناسك الحجّ والعمرة"* تحتَ فقرةِ (التّلبية ورفع الصّوت بها):
- ويُؤمرُ (الملبِّي) بأن يرفعَ صوتَه بالتّلبية؛
لقولهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ:
((أتاني جبريلُ؛ فأمرنِي أنْ آمُرَ أصحابي ومنْ معِي أنْ يرفعُوا أصواتَهمْ بالتَّلبيةِ)).
وقولهِ:
((أفضلُ الحجِّ: العجُّ والثَّجُّ)).
ولذلكَ كانَ أصحابُ النّبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ في حجّتِهِ يصرُخونَ بها صُراخًا.
ولذلكَ قالَ أبو حازم:
كانَ أصحابُ النّبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ إذا أحرمُوا لم يبلغُوا (الرَّوحاءَ) حتّى تُبَحَّ أصواتُهمْ.
وقولِهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ:
((كأنِّي أنظرُ إلى موسَى عليهِ السّلامَ هابطًا منَ الثَّنيَّةِ، له جُؤَارٌ إلى اللهِ تعالى بالتّلبيةِ)).
17- و(النِّساءُ في التّلبيةِ) كالرِّجالِ:
لعمومِ الحديثينِ السَّابقينِ؛ فيرفعْنَ أصواتَهمْ (ما لمْ يُخْشَ الفتنةَ).
ولأنَّ عائشةَ كانتْ ترفعُ صوتَها حتَّى يسمعَها الرِّجالُ.
فقالَ أبو عطيَّة:
سمعتُ عائشةَ تقولُ:
(إنِّي لأعلمُ كيفَ كانتْ تلبيةُ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ). ثمَّ سمعتُها تلبِّي بعدَ ذلكَ: "لبَّيكَ اللَّهُمَّ لبّيك ... " إلخ.
وقالَ القاسمُ بْنُ محمَّدٍ:
خرجَ معاويةُ ليلةَ النَّفْرِ، فسمعَ صوتَ تلبيةٍ؛ فقالَ: منْ هذا؟
قيلَ: عائشةُ أمِّ المؤمنينَ؛ اعتمرتْ منَ التَّنعيمِ.
فذُكِرَ ذلكَ لعائشةَ؛ فقالتْ: (لو سألنِي لأخبرتُهُ)" انتهى.
واللهُ تعالى أعلم.
* من ص17 - 18، ط1، 1420هـ، مكتبة المعارف، الرّياض.
ملحوظة: يُنظرُ تخريحُ الأحاديثِ والآثارِ وحُكمُ والدي -رحمَهُ الله تعالى- عليها في حاشية الكتابِ نفسِه، فلمْ أذكرْها هنا من بابِ الاختصارِ.
الجمعة 8 ذو الحجّة 1445هـ