فللّهِ! ما أجمعَها وأنفعَها من آيةٍ!... من تفسير العلّامة السّعديّ رحمهُ الله

 بسم الله الرحمن الرحيم

 

فِي تَأْوِيلِ قَولِهِ تَعَالَى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)} [سورة البقرة]

 

"والأمرُ بـ(الاسْتباقِ إلى الخيراتِ) قدْرٌ زائدٌ على الأمرِ بـ(فعلِ الخيراتِ)؛

فإنَّ الاستباقَ إليها، يتضمَّنُ:

- فعلَها،

- وتكميلَها،

- وإيقاعَها على أكملِ الأحوالِ،

- والمبادرةَ إليها،

ومَنْ سبقَ في الدُّنيا إلى الخيراتِ؛ فهو السّابقُ في الآخرةِ إلى الجنَّاتِ، 

فـ(السَّابقونَ) أعلَى الخَلقِ درجةً،

و(الخيراتُ) تشملُ جميعَ الفرائضِ والنَّوافلِ؛ من صلاةٍ، وصيامٍ، وزكواتٍ، وحجٍّ، وعُمْرةٍ، وجهادٍ، ونفعٍ متعدٍّ وقاصرٍ.

 

ويُستَدَلُّ بهذهِ الآيةِ الشَّريفةِ على الإتيانِ بكلِّ فضيلةٍ يتَّصفُ بها العملُ؛

- كالصَّلاةِ في أوّلِ وقتِها،

- والمبادرةِ إلى إبْراءِ الذِّمَّةِ؛ منَ الصِّيامِ، والحجِّ، والعمرةِ، وإخراجِ الزّكاةِ،

- والإتيانِ بسُننِ العباداتِ وآدابِها.

فللّهِ! ما أجمعَها وأنفعَها من آيةٍ!" اهـ.*

‍‍‍‍‍‍ * "تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنان"، ص: 73، ط4، 1426هـ‍‍‍‍‍،

تحقيق: عبد الرّحمن بن معلّا اللّويحق، مؤسّسة الرّسالة، بيروت.