ولِهَذَا فَرَّقَ اللَّهُ -سُبْحَانَهُ- فِي كِتَابِهِ بَيْنَ: .... للإمام ابْنِ تيميةَ

 بسم الله الرحمن الرحيم

 

فقرةٌ مهمَّةٌ للغايةِ، من "مجموع فتاوى ابْن تيميةَ"* رحمَهُ اللهُ:

"ولِهَذَا فَرَّقَ اللَّهُ -سُبْحَانَهُ- فِي كِتَابِهِ بَيْنَ:

- ما فِيهِ حَقٌّ للرَّسُولِ.

- وَبَيْنَ مَا هُوَ لِلَّهِ وَحْدَهُ.

 

كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى:

{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [النّور: 52]

فَبَيَّنَ سُبْحَانَهُ مَا يَسْتَحِقُّهُ الرَّسُولُ مِنْ (الطَّاعَةِ)؛

فَإِنَّهُ مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ؛ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ.

وَأَمَّا (الْخَشْيَةُ وَالتَّقْوَى)؛ فَجَعَلَ ذَلِكَ (لَهُ سُبْحَانَهُ وَحْدَهُ)

 

وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ:

{وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ} [التوبة: 59]

فَجَعَلَ (الْإِيتَاءَ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ).

كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى:

{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر: 7].

 

وَأَمَّا التَّوَكُّلُ وَالرَّغْبَةُ فَـ(لِلَّهِ وَحْدَهُ).

كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ}

وَلَمْ يَقُلْ: وَرَسُولُهُ.

 

وقالَ: {إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ} [التوبة: 59]

ولمْ يقُلْ: وإلى الرَّسولِ،

وذلكَ موافقٌ لقَولِهِ تعالَى:

{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7)}{وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) [الشّرح]

 

فـالعبادةُ، والخشيةُ، والتَّوكُّلُ، والدُّعاءُ، والرَّجاءُ، والخوفُ (للهِ وحدَهُ، لَا يَشْرَكُهُ فيهِ أحدٌ)،

وأمَّا الطَّاعةُ، والمحبَّةُ، والإرضاءُ؛ فعلينا أنْ:

- نطيعَ اللهَ ورسولَهُ،

- ونُحِبَّ اللهَ ورسولَهُ،

- ونُرضِي اللهَ ورسولَهُ؛

لأنَّ:

- طاعةَ الرَّسولِ؛ طاعةٌ للهِ،

- وإرضاءَهُ؛ إرضاءٌ للهِ،

- وحُبَّهُ؛ مِنْ حُبِّ اللهِ" انتهى.

*  ج 24، ص: 337-338، لا يوجد رقم للطّبعة،جمع وترتيب: عبد الرّحمن بن محمّد بن قاسم، مكتبة ابن تيمية لطباعة ونشر الكتب السّلفيّة.