وَتَثْبُتُ بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ....

  بسمِ الله الرَّحمن الرَّحيم

• قالَ الإمامُ الهَرَويُّ -رحمَهُ اللهُ- في "منازل السّائرين"، في بيانِهِ لسببِ ثباتِ محبّةِ العبدِ ربَّهُ عزَّ وجلَّ:

"وَتَثْبُتُ بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ"!

 

• فقالَ الإمامُ ابنُ القيّمِ -رحمَهُ اللهُ- في تعليقِهِ على تلكَ العبارةِ:

"قَوْلُهُ: "وَتَثْبُتُ بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ"؛ أَيْ:

ثَبَاتُهَا إِنَّمَا يَكُونُ بِمُتَابَعَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَعْمَالِهِ، وَأَقْوَالِهِ، وَأَخْلَاقِهِ.

فَبِحَسَبِ هَذَا الِاتِّبَاعِ؛ يَكُونُ مَنْشَأُ هَذِهِ المَحَبَّةِ، وَثَبَاتِهَا، وَقُوَّتِهَا.

وَبِحَسَبِ نُقْصَانِهِ؛ يَكُونُ نُقْصَانُهَا،

كَمَا تَقَدَّمَ أَنَّ: هَذَا الِاتِّبَاعَ يُوجِبُ المَحَبَّةَ وَالمَحْبُوبِيَّةَ مَعًا!

وَلَا يَتِمُّ الأَمْرُ إِلَّا بِهِمَا.

فَلَيْسَ الشَّأْنُ فِي أَنْ تُحِبَّ اللَّهَ؛ بَلِ الشَّأْنُ فِي أَنْ يُحِبَّكَ اللَّهُ!

ولَا يُحِبُّكَ اللَّهُ؛ إِلَّا إِذَا اتَّبَعْتَ حَبِيبَهُ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا،

وصَدَّقْتَهُ خَبَرًا،

وأَطَعْتَهُ أَمْرًا،

وأَجَبْتَهُ دَعْوَةً،

وآثَرْتَهُ طَوْعًا،

وفَنِيْتَ عَنْ حُكْمِ غَيْرِهِ؛ بِحُكْمِهِ،

وعَنْ مَحَبَّةِ غَيْرِهِ مِنَ الخَلْقِ؛ بِمَحَبَّتِهِ،

وعَنْ طَاعَةِ غَيْرِهِ؛ بِطَاعَتِهِ.

وإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ؛ فَلَا تَتَعَنَّ!

وارْجِعْ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ؛ فَالْتَمِسْ نُورًا؛ فَلَسْتَ عَلَى شَيْءٍ!" اهـ‍‍‍‍‍

يُنظرُ: "مدارج السّالكين بين منازل إيّاك نعبد وإيّاك نستعين"، (3/ 484-485)،

تحقيق عبد العزيز بن ناصر الجليل، ط 2، 1429هـ‍، دار طيبة، الرّياض .