بسمِ اللهِ الرّحمن الرّحيم
• من كتاب: "200 سؤال وجواب في العقيدة"*، للعلَّامةِ: حافظٍ الحَكميِّ -رحمَهُ اللهُ-:
"س 3: ما معنى العْبْد؟
ج: (العبْد): إنْ أُريدَ بهِ (المعَبَّدُ؛ أي: المذلَّلُ المسَخَّرُ): فهوَ -بهذَا المعنى- شاملٌ لجميعِ المخلوقاتِ منَ العوالمِ العُلْويّةِ والسُّفْلِيَّةِ؛ من عاقلٍ وغيرِهِ، ورطبٍ ويابسٍ، ومتحرِّكٍ وساكنٍ، وظاهِرٍ وكامنٍ، ومؤمنٍ وكافرٍ، وبَرٍّ وفاجرٍ، وغيرِ ذلكَ؛ الكلُّ مخلوقٌ للهِ عزَّ وجلَّ، مربوبٌ لهُ، مسَخَّرٌ بتسخيرِهِ، ومُدَبَّرٌ بتدبيرهِ، ولكلٍّ منها رسمٌ يقفُ عليهٍ، وحدٌّ ينتهي إليهِ، وكلٌّ يجري لأجلٍ مسمًّى لا يتجاوزُهُ مثقالَ ذرَّةٍ {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [الأنعام : 96]، وتدبيرُ العدْلِ الحَكيمِ.
وإنْ أُريدَ بهِ (العابِدُ المُحِبُّ المتَذلِّلُ): خُصَّ ذلكَ بالمؤمنينَ الذينَ هُمْ عبادُهُ المكْرَمُونَ، وأولياؤُهُ المتَّقونَ الذينَ لا خوفٌ عليهِمْ ولا هُم يحزنون" انتهى.
* ص 14، ط 1، 1431هـ، عناية: محمّد علي، دار الرّوّاد، مصر.