بسمِ الله الرّحمن الرّحيم
• قالَ والدي -رحمَهُ اللهُ- في "جلباب المرأة المسلمة"*:
"ثمَّ إنَّ قولَه تعالى: {وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النُّور: 31]؛ يدلُّ على أنَّ النِّساءَ يجبُ عليهنَّ أنْ يستُرْنَ أَرْجُلَهُنَّ أيضًا؛ وإلَّا لاستطاعتْ إحداهُنَّ أنْ تُبْديَ ما تُخْفي منَ الزِّينةِ -وهيَ: الخَلَاخيل-، ولَاسْتغْنَتْ -بذلِك- عنِ الضَّربِ بالرِّجْلِ؛ ولكنَّها كانتْ لَا تستطيعُ ذلِكَ؛ لأنَّهُ مخالَفةٌ للشَّرعِ مكشوفةٌ، ومثلُ هذِهِ المخالَفةِ لم تكنْ معهودةً في عصرِ الرِّسالةِ، ولذلكَ كانتْ إحداهُنَّ تحتالُ بالضَّرْبِ بالرِّجْلِ؛ لِتُعْلِمَ الرِّجالَ ما تُخْفِي منَ الزِّينةِ؛ فنهاهُنَّ اللهُ -تعالى- عنْ ذلكَ.
وبناءً على ما أوضحْنا؛ قالَ ابنُ حزْمٍ في "المحَلَّى" (3/ 216):
"هذا نصٌّ على أنَّ
الرِّجْلَيْنِ والسَّاقَيْنِ؛ ممَّا يُخْفَى، ولَا يَحِلُّ إبْدَاؤُهُ". اهـ
* ص: 80، ط2، 1413هـ، المكتبة الإسلاميّة، عمَّان .