{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا} الآيات

 بسمِ الله الرّحمن الرّحيم

قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ:

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ}{أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ} {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}  [الأعراف: 96-99].

 

قالَ العلّامةُ السّعديُّ -رحمَهُ اللهُ- في تفسيرِهِ:

"لـمَّا ذَكَرَ تعالَى أنَّ المكذِّبين للرُّسلِ يُبتَلون بالضّرّاءِ؛ موعظةً وإنذارًا،

وبالسّرّاء؛ اسْتدراجًا ومكرًا؛

ذكَرَ أنَّ أهلَ القرى، لو آمنُوا بقلوبِهم إيمانًا صادقًا صدَّقَتْهُ الأعمالُ،

واسْتعملُوا تقوَى اللهِ -تعالى- ظاهرًا وباطنًا؛ بتركِ جميعِ ما حرَّمَ اللهُ؛

لَفَتَحَ عليهِم بركاتِ السَّماءِ والأرضِ،

فأرسلَ السَّماءَ عليهِم مدرارًا،

وأنبتَ لهمْ منَ الأرضِ ما بِه يعيشونَ، وتعيشُ بهائِمَهُم، في أخصبِ عيشٍ وأغزرِ رزقٍ،

منْ غيرِ عناءٍ ولا تعبٍ، ولا كدٍّ ولا نصبٍ،

ولكنَّهم! لم يؤمنُوا ويتَّقُوا

{فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} بالعقوباتِ والبلايا، ونزعِ البركاتِ، وكثرةِ الآفاتِ،

وهيَ بعضُ جزاءِ أعمالِهم!

وإلَّا؛ فلو آخَذَهُم بجميعِ ما كسبُوا؛ ما تركَ عليها من دابَّةٍ!

{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}" اهـ‍‍‍‍‍‍‍*

واللهُ تعالى أَعْلَمُ.

* "تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنان"، ص: 298، ط4، 1426هـ‍‍‍‍‍،

تحقيق: عبد الرّحمن بن معلّا اللّويحق، مؤسّسة الرّسالة، بيروت.

 

الخميس 23 ربيع الآخر 1444هـ‍‍‍‍‍‍