الفرقُ بين (كَرهًا) بفتح الكاف، و(كُرهًا) بالضّمّ

بسمِ الله الرّحمن الرّحيم

الحمدُ للهِ، والصّلاة والسّلام على رسولِ الله، وبعدُ:

قالَ اللهُ -عزَّ وجلَّ-:

{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً} [الأحقاف : 15].

 

جاءَ في كتاب: "الكشف عن وجوه القراءات السّبع"*، لأبي عمرٍو الدّاني -رحمَهُ اللهُ-، عنِ الفرقِ بينَ: (كَرْهًا) بفتحِ الكافِ، و(كُرهًا) بضمِّ الكاف:

" قولُهُ: (كَرْهًا):

قرأها حمزةُ والكسائيُّ، بالضّمِّ

وفتَحَ الباقون.

ومثلُهُ في التّوبة والأحقاف، غيرَ أنَّ ابْنَ ذكوانَ وعاصمًا وافقاهُما على الضّمّ في "الأحقافِ" خاصّةً، وقرأ ذلكَ الباقونَ بالفتح.

وهما لغتانِ مشهورتانِ، كـ:

(الفَقْر) و(الفُقْر)

و(الضَّعْف) و(الضُّعْف)

و(الشَّهْد) و(الشُّهْد).

 

- وقدْ قيلَ إنَّ: (الكُره) بالضّمِّ: المشقّة، و(الكَره) بالفتحِ: الإجبارِ.

- وقيلَ: (الكُره) بالضمِّ: ما كرهتَهُ بقلبكَ، وبالفتحِ: الإجبارِ.

- وقيلَ: (الكُره) بالضّمِّ: ما عملتَهُ وأنتَ كارهٌ لهُ من غيرِ أنْ تُجبرَ عليهِ، و (الكَره) بالفتحِ: ما أُجبِرتَ عليهِ.

- وقالَ أبو عمرٍو: (الكُره) بالضّمِّ: كلُّ شيءٍ يُكرهُ فعلُهُ، و(الكَرهُ) بالفتحِ: ما اسْتُكْرِهَ عليه.

- وقالَ الأخفش: هما لغتانِ؛ بمعنى المشقّةِ والإجبار" انتهى.

والله تعالى أعلم.

*ج 1، ص:382-383، ط4، تحقيق: محيي الدّين رمضان. مؤسّسة الرّسالة.